اضطراب الشخصية التجنبية: الأسباب والأعراض والعلاج
 |
| اضطراب الشخصية التجنبية |
يتميز اضطراب الشخصية التجنبية بالخجل الشديد وتجنب التفاعل الاجتماعي والشعور بعدم الكفاءة والخوف من الرفض والحساسية تجاه ردود الفعل السلبية المحتملة. قد يتجنب الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب المواقف الاجتماعية التي يُحتمل أن تكون محرجة، لأنهم يعتبرون أنفسهم غير أكفاء اجتماعيًا.
ومع ذلك، فإن الأعراض تنطوي على أكثر من مجرد الشعور بالخجل أو الارتباك الاجتماعي. يتسبب اضطراب الشخصية التجنبية في حدوث مشكلات كبيرة تؤثر على قدرة الشخص على التفاعل مع الآخرين والحفاظ على العلاقات في الحياة اليومية.
ما هو اضطراب الشخصية التجنبية؟
اضطراب الشخصية التجنبية (AVPD) هو حالة نفسية تتميز بنمط دائم من السلوك المرتبط بتجنب التفاعل الاجتماعي، والشعور بالنقص أو عدم الكفاءة، والحساسية تجاه الرفض.
يتميز هذا الاضطراب بالخجل الشديد والحساسية تجاه النقد من الآخرين ويُعرف بـ اضطراب الشخصية الاجتنابية أو القلقة.
غالبًا ما يرتبط اضطراب الشخصية الاجتنابية بحالات الصحة العقلية الأخرى مثل اضطرابات القلق، على وجه الخصوص، اضطراب القلق الاجتماعي. يؤثر هذا الاضطراب على حوالي 2.5٪ من السكان، مع إصابة أعداد متساوية تقريبًا من الرجال والنساء.
أعراض اضطراب الشخصية التجنبية
نادرًا ما يتم تشخيص أعراض اضطراب الشخصية التجنبية قبل سن 18 عامًا، على الرغم من أنها قد تظهر في وقت مبكر. وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5، يجب أن يكون لدى الشخص المصاب باضطراب الشخصية التجنبية أربعة على الأقل من الأعراض التالية:
- تجنب الأحداث الاجتماعية والأنشطة المهنية التي تنطوي على احتكاك اجتماعي كبير خوفًا من النقد أو الرفض.
- عدم الانخراط اجتماعيا إلا إذا كانوا متأكدين من الموافقة عليهم أو الإعجاب بهم.
- التراجع في العلاقات الحميمة خوفًا من الإذلال أو السخرية.
- الانشغال بالانتقاد أو الرفض في المواقف الاجتماعية.
- الابتعاد أو التثبيط في المواقف الاجتماعية الجديدة بسبب الشعور بعدم الكفاءة.
- الاعتقاد بأنهم غير مؤهلين اجتماعيًا أو غير جذابين أو أدنى من الآخرين.
- عدم المخاطرة أو الانخراط في أنشطة جديدة بسبب الخوف من الإحراج.
هناك علامات أخرى أيضًا، على الرغم من أن معايير أعراض DSM-5 المذكورة أعلاه تُستخدم لتشخيص اضطراب الشخصية التجنبية، إلا أن الميزات المرتبطة التالية قد تساعد الأطباء في دعم التشخيص. يمكن أن تشمل:
- اليقظة المفرطة. يبالغ الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب في تحليل تعبيرات وكلمات الآخرين لاكتشاف الرفض.
- العزلة. بسبب خوفهم من الرفض، يتجنب الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية التواصل الاجتماعي.
- تخيل العلاقات المثالية. يرغب الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية في المودة والموافقة، وقد يتخيلون العلاقات الصحية التي يفتقرون إليها.
أسباب اضطراب الشخصية التجنبية
يُعتقد أن أسباب اضطراب الشخصية التجنبية تشمل عوامل وراثية وبيئية واجتماعية ونفسية. تتضمن بعض العوامل التي يمكن أن تلعب دورًا في تطور الحالة ما يلي:
- سوء المعاملة العاطفية.
- النقد.
- السخرية.
- قلة المودة والإهمال أو إساءة المعاملة أثناء مرحلة الطفولة.
- الرفض والتهميش أثناء الطفولة.
غالبًا ما يكون الأفراد المصابون بهذا الاضطراب خجولين جدًا ولا يتغلبون على هذا الخجل مع تقدمهم في السن. قد يكون الأطفال الذين لديهم نسبة عالية من التثبيط السلوكي أكثر عرضة لتجارب اجتماعية سلبية، والتي تلعب دورًا في تطوير أنماط التفكير التي تزيد من خطر الإصابة بـ اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
تأثير اضطراب الشخصية التجنبية
لسوء الحظ، فإن النظرة المستقبلية للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية الذين لا يسعون للعلاج هي قاتمة إلى حد ما. يميلون إلى العزلة الذاتية ويستخدمون التجنب كاستراتيجية التأقلم الوحيدة.
قد يكون لدى الأشخاص المصابين بهذه الحالة علاقات قليلة وغالبًا ما يصبحون منعزلين للغاية. يؤدي هذا غالبًا إلى صعوبات أخرى طويلة الأمد، بما في ذلك مشاكل في العمل والمدرسة.
غالبًا ما يتجنب الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة المدرسة أو المهن التي تنطوي على الكثير من التواصل الاجتماعي. قد يكونوا أيضًا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات تعاطي الكحول والمخدرات.
هل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية يريدون بناء علاقات مع من حولهم؟
الشخصية التجنبية والحب، يرغب بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية في تكوين علاقات مع الآخرين، لكنهم يجدون صعوبة بالغة في الحفاظ عليها. تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يتوقون للتواصل ولكن الخوف من الرفض يمنعهم من ذلك.
علاج اضطراب الشخصية التجنبية
على الرغم من عدم وجود دواء محدد لـ اضطراب الشخصية التجنبية بحد ذاته، فإن العلاج يتضمن عمومًا العلاج بالكلام، المعروف أيضًا باسم العلاج النفسي.
العلاج لا يعني تغيير مزاجك أو شخصيتك. بدلًا من ذلك، قد يساعدك في التغلب على مخاوفك من الرفض والتعامل معها وإنشاء روابط أقوى مع نفسك ومع الآخرين. يمكن أن يساعدك العلاج في تكوين إحساس كامل بالذات.
العلاج النفسي لاضطراب الشخصية التجنبية
عندما يتعلق الأمر بعلاج هذه الحالة، فمن المفيد بشكل عام التواصل مع معالج متخصص في علاج اضطرابات الشخصية، لأن أعراض اضطراب الشخصية التجنبية يمكن أن تشبه أعراض القلق الاجتماعي.
فيما يلي مجموعة من الطرق التي وُجِد بأن لها تأثيرات إيجابية ومفيدة لاضطراب الشخصية التجنبية:
- العلاج المخطط.
- العلاج السلوكي المعرفي.
- علاج التعرض المتدرج.
- العلاج النفسي الديناميكي.
- العلاج الداعم.
- علاج القبول والالتزام.
- العلاج الذي يركز على العاطفة.
- العلاج ما وراء المعرفي بين الأشخاص.
قد يوصي المعالج أيضًا بالعلاج الجماعي لمساعدتك على ممارسة التفاعل في مكان آمن.
بغض النظر عن نوع العلاج الذي تختاره، يمكن لأخصائي الصحة العقلية تقديم إرشادات بشأن:
- تحديد وتجاوز مخاوف الرفض والنقد.
- إعادة صياغة المعتقدات غير المفيدة.
- ممارسة المهارات الاجتماعية.
- تعلم استراتيجيات التأقلم لإدارة الضيق.
- استكشاف العوامل المحتملة التي تُسهم في اضطراب الشخصية التجنبية.
- معالجة أي أعراض أخرى للصحة العقلية، بما في ذلك القلق أو التوتر أو الاكتئاب.
الأدوية
على الرغم من أن الأدوية لا يمكنها علاج أعراض اضطراب الشخصية التجنبية على وجه التحديد، إلا أن مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض الصحة العقلية الأخرى التي تعاني منها.
بالإضافة إلى العلاج النفسي، يمكن وصف الأدوية لعلاج أعراض معينة. يمكن أيضًا استخدام الأدوية المضادة للذهان ومثبتات الحالة المزاجية ومضادات الاكتئاب لعلاج الحالات المرضية المصاحبة مثل الاكتئاب والقلق.
يمكن أن تساعد الأدوية في تخفيف الضيق، لكنها لن تعالج الأسباب الكامنة. يوصي أخصائيو الصحة العقلية عادةً بمزيج من الأدوية والعلاج النفسي بدلًا من استخدام الأدوية فقط.
- additudemag, avoidant personality disorder avpd, Retrieved 2022-11-26. Edited.
- verywellmind, avoidant personality disorder, Retrieved 2022-11-26. Edited.
- psychcentral, all about avoidant personality disorder, Retrieved 2022-11-26. Edited.
