قواعد السعادة في علم النفس

السعادة في علم النفس الإيجابي

قواعد السعادة
السعادة في علم النفس

لطالما سعى الفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الدين إلى تعريف السعادة، ومعرفة الأسباب التي تجعلُنا سُعداء، فالسعادة هي الهدف الوحيد الذي نشترك فيه جميعًا، وكل واحد منا لديه طريقه الفريد، وأهدافه، وتطلعاته، ورغباته، التي يحاول من خلال تحقيقها العثور على المزيد من السعادة في الحياة. ولكن لماذا يشعر بعض الأشخاص الذين يبدو أنهم يتمتعون بأفضل ما تقدمه الحياة دائمًا بالبؤس وعدم الرضا - قد يمرون بلحظات سعادة ولكنها مؤقتة لا تدوم أبدًا. بينما نجد البعض الأخر يشعرون بسعادة أكثر من غيرهم؟

إن السبب الرئيسي وراء كل ذلك هو أن السعادة حالة ذهنية لا تعتمد على هويتك، أو على ما لديك، أو على ما تقوم به، بل على ما تعتقده؛ ما يعنيه هذا هو أنه لا يوجد شيء خارجي يمكنه أن يجعلك سعيدًا على المدى الطويل. سعادتك تعتمد عليك أنت، سعادتك ليست سوى حالة ذهنية تعتمد على مستوى تقدير الذات لديك، وعلى الكيفية التي تفسر بها أحداث وظروف حياتك.

مفهوم السعادة في علم النفس

تُعرّف السعادة في علم النفس على نطاق أوسع بأنها حالة من الرفاهية العاطفية والإشباع والطمأنينة التي يمر بها الشخص نتيجة التقييم الإيجابي لـ حياته وإنجازاته بشكل عام. أما بالمعنى الضيق فإنها حالة من الشعور بالرضا التي يمر بها الشخص عندما تحدث له الأشياء الجيدة في أوقات معينة من حياته. 

يمكن تعريف السعادة في علم النفس الإيجابي من عدة نواحي أيضًا، فمن الناحية الانفعالية هي أن يشعر الفرد بمزاج مُعتدل، ومن الناحية الإدراكية، فإن السعادة هي وصول الشخص لدرجة الرضا عن حياته. حيث تعتمد سعادته على طبيعة سلوكياته، وطريقة تفاعله مع الظروف المحيطة به، والمواقف الحياتية التي يمر بها. 

السعادة هي أكثر من مجرد مزاج إيجابي، إنها حالة من الرفاهية تشمل عيش حياة جيدة، مع الشعور بتحقيق الذات والإحساس بالمعنى والرضا العميق. 

يسعى علماء النفس للوصول إلى أفضل الطرق التي تؤدي إلى شعور الفرد بتحقيق الذات الذي يؤدي بدوره إلى الشعور بالإشباع والرضا والسعادة الدائمة في الحياة.

سيكولوجية السعادة: ما الذي يجعلنا سعداء

ما الذي يتطلبه الأمر للوصول إلى السعادة الحقيقية؟ لو نظرنا إلى عادات وصفات أسعد الناس في العالم لوجدنا بأنهم أشخاص مثلي ومثلك تمامًا، ولكن مع اختلاف رئيسي واحد وهو أنهم سُعداء. 

نعم، هؤلاء الأشخاص يواجهون العديد من تقلبات الحياة، مثل أي شخص آخر. ومع ذلك، فإنهم يجدون السعادة في حياتهم؛ وذلك لأن حالة السعادة الأساسية لديهم نابعة من الداخل، حيث يشعر هؤلاء الأشخاص بالسعادة بسهولة أكبر من غيرهم. ولكن ما الذي يسمح لهم ويمكنهم بالفعل من الوصول إلى هذا المستوى من السعادة؟

إن السبب الرئيسي وراء ذلك هو أن الأشخاص السعداء يتمتعون بمستوى عميق من الإيمان بأنفسهم، فهم يؤمنون بأنفسهم وبـ قدرتهم على إنجاز الأمور. قد يكون لديهم العديد من الشكوك الذاتية، ولكن شكوكهم تلك تطغى عليها القيم والمبادئ والصفات الرئيسية التي تُشكل حياتهم وتتحكم في سلوكياتهم، وأهمها:

  • الانضباط الذاتي. 
  • العفوية. 
  • التفاؤل. 
  • الإصرار والعزيمة. 
  • الصبر والمثابرة. 
  • الامتنان والشكر. 
  • الأمانة والصدق. 
  • المغفرة والتسامح. 
  • المرح. 
  • الكرم. 

لو نظرنا بطريقة سطحية لهذه الصفات لوجدنا أنه لا يبدو أن هناك شيئًا بارزًا. ولكن لو نظرنا بطريقة أكثر عمقًا لوجدنا أن كل صفة من تلك الصفات لها قيمة بطريقة ما تساعد في إذكاء سعادتهم. على سبيل المثال، فإن: 

  • الانضباط الذاتي يعني أنهم يقومون بالتركيز أكثر على ما يريدون تحقيقه.
  • التفاؤل يعني أنهم ينظرون إلى الجانب الإيجابي، ولا يشعرون بالإحباط عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي يريدونها.
  • المثابرة والعفوية تعني أنهم يعيشون حياتهم بلا ندم.
  • الصدق يعني أنهم صادقين مع أنفسهم ومع الآخرين من حولهم ويعيشون حياتهم بنزاهة وشرف.
  • الامتنان يعني أنهم يعملون على تقدير الأشياء الصغيرة في حياتهم. 
  • التسامح يعني أن لديهم القدرة على التخلص من الكراهية والأحقاد والضغائن، وهذا بدوره يولد لديهم الشعور بالقوة والتمكين. 
  • الكرم يعني أن لديهم قدرة كبيرة على العطاء تمكنهم من المساهمة في خدمة الآخرين. 
  • المرح والضحك يعني أنهم لا يأخذون أنفسهم على محمل الجد، وهكذا. 

أضف إلى هذه القائمة حقيقة أن هؤلاء الأشخاص يهتمون، ويرعون، ويثقون، ومبدعون، واستباقيون، ويحبون ما يقومون به. 

من جانب آخر، فإن السعادة تتعلق أيضًا بالعلاقات التي تحتفظ بها في حياتك. الأشخاص السُعداء يفهمون أن سعادتهم تتأثر بالآخرين. لذا فإنهم يختارون أصدقاءهم بحكمة، و يتأكدون من أن الأشخاص الذين يقضون معظم الوقت معهم يساعدون بشكل طبيعي في رفع مستويات السعادة لديهم. 

وفقًا للدراسة التي قام بها مجموعة من العلماء والباحثين بقيادة الطبيب النفسي روبرت والدينجر في جامعة هارفارد حول تنمية البالغين. بدأ مشروع البحث في عام 1938، وذلك من خلال البدء في مراقبة حياة 724 رجلًا على مدار 75 عامًا. 

تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين. المجموعة الأولى من طلاب السنة الثانية في كلية هارفارد، والمجموعة الثانية هم شباب من أفقر أحياء بوسطن. وبعد 75 عامًا، تم نشر نتائج الدراسة والاستنتاجات التي توصل إليها العلماء؛ حيث وجدوا بأن الشيء المهم الذي يجعلنا سعداء حقًا هو العلاقات الجيدة مع الآخرين. حيث خرجت نتائج الدراسة بمجموعة من الحقائق المهمة عن العلاقات الجيدة وهي: 

  1. التواصل مع الناس ضروري لحياة مرضية وصحية. اتضح أن الأشخاص الذين لديهم ارتباط عاطفي قوي بالعائلة والأصدقاء والمجتمع، يتمتعون بصحة بدنية أفضل ويعيشون حياة أكثر سعادة وأطول عمرًا من الأشخاص المحرومين من التواصل مع الآخرين.
  2. يجب أن تكون العلاقات ذات جودة عالية. يمكن أن تكون وحيدًا حتى في دائرة العائلة والأصدقاء وزملاء العمل. حالة الوحدة المستمرة تسمم الشخص من الداخل. يشعر الأشخاص الوحيدين بسعادة أقل، وتتدهور صحتهم، وتفشل وظائف عقولهم في وقت مبكر. ونتيجة لذلك، أصبحت حياتهم أقصر من أولئك الذين ليسوا بمفردهم. لذا من المهم جدًا أن تكون علاقاتك ذات جودة عالية؛ لأن العلاقات الجيدة تقوينا وتجعلنا سُعداء. من المهم جدًا أن تُؤمن بمصداقية شريكك، أو صديقك؛ لأن البيئة العقلية الجيدة هي حمايتنا. من خلال نتائج الدراسة فإن أسعد الأزواج الأكبر سنًا حتى في لحظة الألم الجسدي الشديد لم يتركوا الشعور بالسعادة. فقد كان المؤشر الوحيد لنوعية الحياة هو مؤشر العلاقات الجيدة.
  3. العلاقات الجيدة لا تحمي الجسد فحسب، بل تحمي الدماغ أيضًا. هناك علاقة وثيقة للغاية بين العمليات الخارجية والداخلية، فالعلاقات الجيدة تؤدي إلى حياة سعيدة وصحية. من خلال الحقائق السابقة يبدو أن كل شيء بسيطًا، ولكن في الحياة غالبًا ما نهمل مثل هذه الأشياء، ونضعها جانبًا.

أخيرًا، تدور السعادة حول تلبية الاحتياجات البشرية الستة، ولكن الأهم من ذلك أنها تتعلق بالنمو والتعلم والتنمية. عندما نتعلم وننمو كشخص، نشعر بطبيعة الحال بالسعادة والرضا. هذا هو المكان الذي يكون فيه الالتزام بالتعلم مدى الحياة أمرًا ضروريًا إذا كنت تسعى للوصول إلى سعادة حقيقية طويلة الأمد في حياتك. 

قواعد السعادة في علم النفس ومبادئ الأشخاص السعداء

فيما يلي أهم قواعد السعادة في علم النفس؛ تعليمات خطوة بخطوة من عالمة النفس ناتاليا كازاريان، استخدام هذه المبادئ والقواعد والعمل عليها سيقود الجميع إلى بناء علاقات جيدة مع الآخرين وعيش حياة أكثر سعادة:

1- اعتبر نفسك ناجحًا لأن النجاح يعتمد كليًا على وجهة نظرك

إن تدني احترامك لذاتك هو نتيجة رأي مفروض عليك تؤمن به بشدة نتيجة للبرمجة الاجتماعية الزائفة التي تم برمجتك بها مُسبقًا؛ ولكي تكون سعيدًا فإنك بحاجة إلى تعزيز احترام الذات لديك، وذلك من خلال تركيز طاقتك على مواهبك وشغفك والسعي لتحقيق أهدافك الأكثر أهمية.

ما يعنيه هذا بشكل أساسي هو أنه يجب عليك أن تعيش مع الإحساس بالهدف. بمعنى آخر، يجب أن يكون لحياتك معنى. يجب أن يتم أداء كل ما تفعله بشغف وحماس وطاقة. يجب أن يكون الأمر كما لو كنت تعمل من أجل قضية أسمى وأكبر وأعظم منك. فقط عندما تعيش بهذه الطريقة ستجد السعادة الحقيقية والدائمة في حياتك.

2- عزز طاقتك وافهم نفسك بشكل نهائي

تتطلب السعادة الطاقة. عندما تشعر بالحيوية يكون من الأسهل عليك الشعور بالسعادة. من ناحية أخرى، عندما تشعر بالخمول والتعب والإرهاق، غالبًا ما تفقد الشعور بالسعادة.

على هذا النحو، من أجل إفساح المجال للسعادة في حياتك، يجب عليك أولًا أن تحافظ على صحتك وتعمل على تحسين طاقتك وذلك من خلال تناول الطعام الصحي والحصول على قسط كافٍ من النوم وشرب الكثير من الماء وممارسة الرياضة والتنفس بعمق وعدم إرهاق نفسك طوال اليوم.

3- قم ببناء علاقات جيدة وتعاطف مع الآخرين من حولك

السعادة الحقيقية والدائمة تأتي من خلال الروابط والعلاقات التي نبنيها مع الآخرين؛ يأتي ذلك عندما نتواصل ونساعد ونساهم في تحسين حياة من حولنا.

نعم، يُعتبر الناس "كائنات خارجية"، وبالطبع السعادة الحقيقية لا تحتاج إلى مصادقة خارجية. ومع ذلك، فإن الروابط التي تُنشِئُها مع أشخاص آخرين تُظهر لك كيف يمكن أن تكون السعادة الحقيقية. تثبت لك أسس هذه العلاقات أن السعادة في متناول يدك.

4- عيش في اللحظة الحالية

السعادة ليست شيئًا يمكن الحصول عليه من خلال التفكير في الماضي، أو المستقبل. السعادة لا يمكن العثور عليها إلا في الوقت الحاضر. إنها شيء يوجد غالبًا في الأشياء الصغيرة التي قد تبدو غير مهمة وغالبًا ما نأخذها كأمر مسلم به.

الشيء الوحيد الذي يمكنك التحكم به وإحداث فرق فيه هو الوقت الحاضر. لا يمكنك تغيير الماضي، أو التلاعب بالمستقبل، ولكن يمكنك تحقيق أقصى استفادة من هذه اللحظة. وهذا هو المكان الذي توجد فيه السعادة الحقيقية الدائمة.

يمكن لليقظة الذهنية أن تساعدك على العيش في الوقت الحاضر وتمكنك من إفساح المجال للسعادة في حياتك. عندما تعيش اللحظة فإنك لم تعد نادمًا على الفرص الضائعة ولا متشبثًا بما كان يمكن أن يكون، بدلًا من ذلك، أنت تختار فقط استغلال الفرص الحالية وتحقيق أقصى استفادة من هذه اللحظة بالذات.

5- مارس الامتنان

كُن ممتنًا لأحبائك وأقاربك وأصدقائك وزملائك في العمل، والتجارب والمواقف التي حدثت في حياتك، الامتنان يساعدك في التركيز أكثر على الجانب الإيجابي والنظر إلى الزاوية الصحيحة.

لا يمكنك أبدًا أن تكون سعيدًا ما لم تزرع الشعور بالامتنان لديك. الامتنان يولد الحياة في الروح الحزينة، ويخلق الوفرة دائمًا.

6- نمي إيمانك بالله من خلال ممارسة الشعائر الدينية

نمي إيمانك بالله واستشعر قوته العظمى التي يُدير بها هذا الكون ويدبر شؤونه، قال تعالى: "إنا كل شيءٍ خلقناه بقدر".

الإيمان بالله سوف يُبقيك في حالة من السعادة ويولد لديك الشعور بالأمان، ويرفع من مشاعرك ويجعلك تطمئن وتدرك بأن كل شيء في هذا الكون يتحرك وفق منظومة إلهية محكمة ومرتبة، حتى الأحداث التي تزعجك، والمواقف التي مررت بها، والأشياء التي رغبت بها ولم تحدث لك ماهي إلا أمور ستدرك الحكمة منها بمرور الوقت!

7- اتخذ موقفًا إيجابيًا وغير الطريقة التي تنظر بها للواقع

ستجد السعادة عندما تنمي موقف عقلي إيجابي، وذلك من خلال الاهتمام بأفكارك اليومية ومراقبتها. عندما تقوم بذلك، فإنك ستبدأ في ملاحظة القليل من عادات التفكير لديك ومدى تأثيرها على شعورك في الوقت الحاضر. تابع هذه التحولات في عواطفك على الفور وغير أفكارك من خلال التركيز على إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات والتحديات التي تواجهها. ستجعلك هذه الحلول والإجابات تركز على كل ما هو جيد وتساعدك في التخلص من المشاعر السلبية.

تغيير الطريقة التي تنظر بها لما يحدث لك في عالمك الخارجي سوف يؤدي إلى تنمية موقف عقلي إيجابي. عندما تواجه تحديات في حياتك، حاول أن تُعود نفسك على تغيير وجهة نظرك بوعي تجاه ما يحدث. انظر إلى الموقف من منظور مختلف. اسأل الآخرين عن رأيهم ومنظورهم. من خلال كونك مرنًا، ستتحرك نحو طريق السعادة، وستكون السعادة هي النتيجة دائمًا.

8- كن صادقًا مع نفسك والآخرين

ابحث عن رسالتك وعن معنى حياتك والهدف من وجودك في هذا الكون. أن تكون صادقًا مع نفسك يعنى أن تكون أفعالك وكلماتك متناغمة مع مبادئك وقيمك ومع رسالتك في الحياة.

أولئك الذين يعتقدون أن لديهم رسالة في حياتهم يساهمون من خلالها في خدمة البشرية يميلون إلى الشعور بتحسن في حياتهم؛ لأن لديهم احساس بالمعنى والهدف من الوجود، فهم يشعرون بأن لهم قيمة حقيقية في هذا العالم، وهذا بدوره يولد لديهم الشعور العميق بالرضا والسعادة.

9- توقف عن التشاؤم وتحلي بالصبر والمثابرة

إدارة الذات والنهج المنتظم والانضباط الذاتي هو الطريق إلى النجاح الشخصي وتحقيق الذات. من المهم جدًا التوقف عن التشاؤم والشك في قوتك وقدراتك.

يُغلق الكثير من الناس باب السعادة من خلال الشكوك الذاتية والتصرفات العشوائية التي تؤدي إلى المزيد من البؤس والألم الذي لا يمكنهم تحمله فيما بعد. على سبيل المثال:

  • المبالغة في رد الفعل العاطفي تجاه الأحداث والظروف.
  • قطع التزامات ووعود لا يمكنك الوفاء بها.
  • التحدث مع نفسك بطرق سلبية و انتقادية وغير مفيدة. 
  • التوجس بشأن ما لا يمكنك السيطرة عليه.
  • مقارنة نفسك بالآخرين باستمرار.
  • المثابرة على الحكم على الناس وسلوكهم.
  • الانغماس في أنواع مختلفة من الإدمان.

هذه مجرد أمثلة قليلة لكيفية تدمير الناس لسعادتهم كل يوم. الأمر المحزن هو أنهم لا يدركون حتى ما يفعلونه. فهم عادة ما ينغمسون في هذه السلوكيات ويتساءلون لماذا نشعر بالتعاسة والبؤس.

لن تكون السعادة أبدًا جزءًا مما أنت عليه إذا لم تأخذ الوقت الكافي في البداية لإفساح المجال لها في حياتك. الانغماس في مثل هذه السلوكيات سوف يدمر سعادتك ولن يسمح لها بالازدهار أبدًا.

10- الاستمرارية ومواكبة التغيير

قد يقودك الافتقار إلى الانتظام وعدم القدرة على مواكبة إيقاع التغيير الإيجابي إلى الاعتقاد بأنك لن تنجح. ولكن تذكر بأن إخفاقاتك هي الطريق إلى نجاحك. سيأخذك الانتظام والاستمرارية إلى مدار مختلف تمامًا. إذا لم تتعامل مع نفسك وأهدافك بشكل منتظم ومستمر، فإنك ستعود إلى نقطة البداية. 

أولئك الذين يعملون باستمرار على تطوير أنفسهم والعمل على أهدافهم، ولديهم قدرة كبيرة على الصبر والمثابرة والانضباط يحققون الكثير من التقدم في حياتهم بمرور الوقت. أما أولئك الذين تحكمهم عواطفهم ويعانون من عدم القدرة على الصبر ويكتفون بالتغييرات السريعة قد لا يتمكنوا من تحقيق ما يريدون. لذا جهز نفسك من البداية، تحلى بالصبر، التزم بقراراتك واستمر في تنفيذها. اجعل الأمور سهلة، خذ نفسك والآخرين بجدية أقل، استمتع بحياتك، تعلم بالممارسة ولكن دون إغفال النتيجة النهائية.

أخيرًا، لا تتعلق بأهدافك، ولا تستمد قيمتك الذاتية من عالمك الخارجي، آمن بنفسك وبقدراتك ولا تجعل احترامك لذاتك وتقديرك لها يزيد وينقص وفقًا لما يحدث معك في محيطك الخارجي. احذر أن يكون مصدر طاقتك البشر أين كانوا، طاقة الآخرين متطرفة، اجعل طاقتك حرة. عندما تدرك كفاءتك وقدراتك ومهاراتك لن تربط قيمتك وسعادتك بالآخرين، سوف تتخلى حينها عن التعلق في الأشخاص ستشعر بأنك مكتفي بنفسك وبأن طاقتك حرة. 

‏أن تُحقق السعادة في حياتك يعني أن تعيش في تناغم مع مجريات الحياة من حولك، أن تتقبل التغييرات برحابة صدر وتخوض التجارب بكل حب.

______
المصادر/ 
مشاركة WhatsApp

المنشورات ذات الصلة