تقدير الذات : كيف تعرف قيمة ذاتك

معرفة قيمتك الذاتية
تقدير الذات

 ربما تكون قد سمعت عن العديد من المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بالذات، كـ احترام الذات، والتقبل الكامل للذات، وتقدير الذات، والثقة بالنفس، والرعاية الذاتية، وغيرها.

حيث يوجد هناك الكثير من المفاهيم لوصف ما نشعر به تجاه أنفسنا، وكيف نفكر في أنفسنا، وكيف نتصرف تجاه ما يحدث معنا.

في هذا المقال سنتحدث حول ما قد يكون أكثر المفاهيم "الذاتية" حيوية بالنسبة لهم جميعًا وهي القيمة الذاتية ؛ لذلك دعونا نتعمق في البحث أكثر لمعرفة المزيد حول كيفية معرفة قيمتنا الذاتية بشكل أفضل.

كيف تقدر ذاتك وتعزز قيمتك الذاتية

تعتبر معرفة القيمة الذاتية واحدة من أبرز العوامل الرئيسية التي تساعد على تقدير الذات واحترامها، وتعزيز الثقة بالنفس، والشعور بالاستحقاق.

تقدير الذات والشعور بالقيمة عبارة عن حالة داخلية تنشأ من فهم الذات، وحب الذات، والتقبل الكامل للذات. إنها حالة خالدة إلى حد ما، لا تتغير لأنها مقياس مباشر لكيفية تقدير نفسك واحترامها؛ بالرغم مما قد يفعله أو يقوله الآخرون بشأنك.

إنها قيمة ثابتة لا تتغير بسرعة أو بسهولة عندما تتغير العوامل أو الظروف الخارجية.

عندما يكون لديك مستوى عالٍ من التقدير الذاتي هذا يعني أن لديك شعور إيجابي قوي تجاه نفسك، إيمان حقيقي لا يتزعزع ابدًا، اعتقاد جازم بقدرتك على متابعة وإنجاز الأمور.

بعبارة أخرى فإن امتلاك درجة عالية من تقدير الذات يعني الشعور بأنك تستحق الأشياء الجيدة كالسعادة والثروة، والنجاح، والحب بغض النظر عن الصعوبات التي قد تواجهها، وخيبات الأمل التي واجهتها في الماضي. 

أن تتمتع بمستوى عالٍ من تقدير الذات يعني قبول نفسك بإخلاص في جميع الأوقات بالرغم من عيوبك ونقاط ضعفك ومحدوديتك. يتعلق الأمر بمعرفة وإدراك القيمة الحقيقية لمن أنت هنا، والآن، في هذه اللحظة.

أن تتمتع بمستوى عالٍ من تقدير الذات يعني عدم السماح مطلقًا لأي قوى خارجية بالتأثير على شعورك تجاه ذاتك، بما في ذلك آراء الناس وتعليقاتهم السلبية. بمعنى عدم السماح لنتائج الأمور بزعزعة ثقتك وإيمانك بنفسك.

كل هذا يعني بالضرورة أنه مهما حدث فأنت ثابت. لا شيء خارج "كيانك" يمكن أن يؤثر على شعورك تجاه نفسك.

التأثير السلبي للتقدير المتدني للذات والشعور بانعدام القيمة. 

عندما نتحدث عن معرفة قيمتنا الذاتية، فإننا نشير إلى الحقيقة البسيطة المتمثلة في أننا جميعًا لدينا قيمة.

أولئك الذين لا يدركون القيمة الذاتية لأنفسهم يعتقدون بوعي أو بغير وعي أنهم لا يستحقون النجاح ولا يمكنهم تحقيقه. 

لذا فإن الاعتقاد بأننا لا نستحق يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على كل شيء في حياتنا من أفكارنا، إلى عواطفنا، إلى أفعالنا وسلوكياتنا وردود أفعالنا تجاه ما يحدث معنا في الواقع.

إن التقدير المتدني للذات والشعور بعدم الاستحقاق والكفاءة هو السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى الشعور بالتعاسة، لذا فإن معرفة قيمتك الذاتية والاعتقاد بأنك تستحق حقًا أمر ضروري للغاية لتحقيق النجاح والسعادة في الحياة.

كيف تعرف قيمتك الذاتية

تفترض نظرية القيمة الذاتية أن الأولوية الرئيسية للفرد في الحياة هي إيجاد قبول الذات، وأن قبول الذات غالبًا ما يتم العثور عليه من خلال الإنجازات، وتحقيق العديد من النجاحات.

لذا فإن الإحساس بقيمة الذات ينتج من شعور الشخص بكفاءته في الجوانب التالية وهي:

  • الجانب المادي ويشمل المظهر والمهارات والقدرات البدنية. 
  • الجانب الأدائي ويشمل الأداء في العمل والأداء في المهام الأخرى.
  • الجانب الاجتماعي ويشمل شكل العلاقات الأسرية والعلاقات الاجتماعية في حياة الشخص.

تقول نظرية القيمة الذاتية أن هناك أربعة عناصر رئيسية لنموذج تقدير الذات وهي:

  • القدرة. 
  • الجهد.
  • الأداء. 
  • القيمة الذاتية.

تتفاعل الثلاثة الأولى مع بعضها البعض لتحديد مستوى تقدير الذات. حيث من المتوقع أن يكون لقدرة الفرد وجهده تأثير كبير على الأداء، ويساهم الثلاثة جميعًا في الشعور بالتقدير والقيمة.

6 نصائح لزيادة تقدير الذات وتعزيز القيمة الذاتية 

بالرغم من القدرة التي نتمتع بها، والجهد الذي نبذله فقد تواجهنا العديد من الصعوبات والمعوقات وحالات الفشل المتكررة التي تؤدي إلى الشعور بالتقدير المتدني للذات، وفقدان الثقة بالنفس.

غالبًا ما نزيد من جهودنا لتجنب الفشل. وإذا فشلنا، فقد نتخلى عن أهدافنا، أو نفقد الحافز، أو نقدم أعذارًا لمساعدة أنفسنا على الشعور بالتحسن. 

إذن كيف يمكننا العمل من أجل معرفة أفضل لقيمتنا الذاتية حتى لا تؤثر علينا حالات الفشل المتكررة؟ 

فيما يلي أهم النصائح التي قدمها الخبراء في تقدير الذات سوف تمكنك من تطوير تقدير الذات والشعور بالقيمة وهي:

1- إعطاء الأولوية للتعلم على الأداء

امتلاك عقلية النمو، والاعتقاد بإمكانية تطوير المهارات وتحسين الأداء من خلال العمل الجاد والمستمر أمر مهم جدًا لتحقيق النجاح والشعور بالقيمة وتقدير الذات. 

عندما ننمي العقليات حيث نعتقد أنه يمكننا التعلم والنمو، عندها يمكننا أن نتعامل مع حالات الفشل على أنها فرصة للتحسين. من خلال القيام بذلك، سوف نتعافى بسرعة أكبر مما يجعلنا أكثر عرضة للنجاح والشعور بالقيمة والكفاءة.

2- لا تسمح للعوامل الخارجية بأن تؤثر على شعورك تجاه نفسك

يترك الكثير منا تقدير الذات مرهونًا بأحداث خارجية، حيث يصبح تقديرنا لذاتنا مرهونًا بالنجاح الأكاديمي أو المهني، أو المظهر وامتلاك المال، أو الموافقة، والتفوق على الآخرين، أو الفضيلة، والإيمان الديني. 

كل هذه المواقف لن تجعلك تشعر بعدم القيمة عاطفيًا فقط؛ بل ستؤدي إلى تدمير ذاتك والشعور بالعار تجاه نفسك؛ لأن هذه القواعد والمعايير التي وضعتها لنفسك سوف تتحكم في تقديرك واحترامك لذاتك. وطالما أن تقديرك لذاتك يأتي من خارج نفسك، فإن قيمتك الذاتية لن تكون ثابتة ومستقرة طوال الوقت. 

ليس من المعقول أبدًا أن تدع شيئًا ما خسرته، أو فشلت فيه، أو رأي سلبي من شخص أن يحدد قيمتك الذاتية، يجب عليك أن تدرك جيدًا بأن تأثيرك وحده هو الشيء الوحيد الذي يهم.

أنت وحدك العامل الأكثر أهمية في ما تشعر به حيال نفسك وحياتك وظروفك. وهذا هو أساسًا مصدر قوتك الشخصية.

3- اعرف قيمتك من خلال معرفة صفاتك الإيجابية ونقاط القوة الخاصة بك

التركيز على الجانب الإيجابي الذي لديك واكتشاف مهاراتك ونقاط قوتك يمكن أن يساعدك على الوصول إلى مستوى عالي من تقدير الذات. 

اسأل نفسك:

  • ما الذي يجعلك مميزًا أو فريدًا؟
  • ماذا الذي تفعله ولا يفعله أحد؟
  • ما هي صفاتك الإيجابية؟

إجاباتك على هذه الأسئلة سوف تشكل نقطة انطلاق قوية جدًا لتنمية تقديرك لذاتك.

4- كن حذرًا بشأن الطريقة التي تتحدث بها عن نفسك

فكرتك عن ذاتك سوف تنعكس على سلوكياتك، ببساطة لا يمكنك أن تسلك سلوكًا مخالفًا لفكرتك عن نفسك، مهما كانت قوة الإرادة لديك. 

أولئك الذين يعانون من تدني احترام الذات يتواصلون مع الآخرين من حولهم عن غير قصد بطرق تقود الآخرين إلى أن يكون لديهم نفس الآراء المتدنية التي لديهم عن أنفسهم.

تتكهن بعض الأبحاث بأننا نقوم بذلك نتيجة لعملية تسمى "التحقق الذاتي". حيث يحدث التحقق الذاتي عندما نتفاعل مع العالم بطرق تؤكد معتقداتنا بأنفسنا. 

إذا شعرنا بالإيجابية تجاه جوانب معينة من أنفسنا، فقد نتصرف بطرق تنقل هذه الآراء الإيجابية الذاتية إلى الآخرين. وإذا شعرنا بالسلبية تجاه جوانب من أنفسنا، فسوف نتصرف بطرق تنقل وجهات نظرنا الذاتية السلبية للآخرين. 

لذا يجب أن نكون حذرين بشأن الطريقة التي نتحدث بها عن أنفسنا، وعن ما نملكه حتى لا نحط من قدر أنفسنا لدى الآخرين. 

هناك الكثير من هذه الطرق التي نخبر بها الآخرين بما نفكر فيه ونعتقده عن أنفسنا، وهم يميلون إلى تصديقنا. وهذا بدوره يقلل من قيمتنا الذاتية لدى الآخرين حيث يتعاملون معنا بطرق تعزز شعورنا بالدونية والضعف وعدم القيمة. 

لذا اسأل نفسك، ما هي الأشياء الموجودة فيك التي تتحدث عنها بطريقة سلبية؟ ثم لاحظ ما إذا كان بإمكانك تغييرها والتخلص منها.

5- ضع نفسك في المواقف التي تدعم قيمة الذات

السبب الرئيسي للشعور بـ التقدير المتدني للذات هو أننا نركز أكثر على نقاط الضعف الموجودة لدينا، وعلى الجوانب السلبية حيث نبالغ في التفكير فيها وتحليلها. 

إذا كان لدينا تدني احترام الذات، فغالبًا ما نضع أنفسنا في مواقف تجعل تقديرنا لذاتنا منخفضًا. على سبيل المثال، قد نختار شريكًا رومانسيًا يحبطنا، أو أصدقاء يقللون من شأننا. يعد تقييم الأشخاص والمواقف التي نعرض أنفسنا لها أمرًا أساسيًا من أجل الشعور بالقيمة. من خلال القيام بذلك، يمكننا البدء في التعرف على الطرق التي يظل بها تقديرنا لذاتنا منخفضًا والبدء في وضع أنفسنا في المزيد من المواقف حيث يدعمنا الناس ويحبوننا دون قيد أو شرط.

6- شارك في تقديم العون والدعم لمن حولك

قدم الدعم وشارك في خدمة الآخرين وتقديم العون لهم. أولئك الذين يعتقدون بأنهم يساهمون في خدمة البشرية يميلون إلى الشعور بالقيمة والسعادة والرضا عن أنفسهم.

أخيرًا ليس من السهل تطوير تقدير الذات. ولكن عندما نفهم أنفسنا بشكل أفضل وندرك القدرات والإمكانيات التي نمتلكها، ونركز أكثر على الداخل دون السماح للعوامل الخارجية بتحديد تقديرنا لذاتنا، يمكننا أن نبدأ في التركيز أكثر على الأشياء التي نتحكم فيها، مما يساعدنا بشكل أفضل على تحسين سعادتنا ونوعية حياتنا.



مشاركة WhatsApp

المنشورات ذات الصلة