أسباب انخفاض تقدير الذات

أسباب التقدير المتدني للذات
أسباب التقدير المتدني للذات
انخفاض تقدير الذات واحد من أبرز العوائق التي تمنع الشخص من تحقيق النجاح في الحياة؛ لأن فكرة الشخص عن ذاته تنعكس على سلوكياته وردود أفعاله.
فـ الصورة الذهنية التي يرى بها الشخص نفسه موجودة في عقله الباطن (اللاواعي) الذي يؤثر سلبًا، أو إيجابًا على العقل الواعي وعلى سلوكيات الشخص وتصرفاته.

الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى انخفاض تقدير الذات.

يُعرف التقدير المتدني للذات بأنه الشعور بعدم الكفاءة وانعدام القيمة نتيجة المقارنة الاجتماعية التي يقوم بها الشخص مع من حوله، يأتي الشعور بضعف تقدير الذات بعدة أشكال، كأن يشعر المرء بأن جسده ضعيف، أو غير متناسق، أو أن قدراته الذهنية متدنية مقارنة بالآخرين.

هناك الكثير من الأشخاص الذين يُعانون من مشكلة التقدير المتدني للذات أو النظرة الدونية لأنفسهم، والشعور بعدم الاستحقاق والتي لها تأثير سلبي كبير على النفس.
حيث يُعتبر تدني تقدير الذات من أكثر المشاكل النفسية تعقيدًا من حيث الأسباب، ويعود هذا التعقيد إلى تأثير تجارب الماضي والبيئات المختلفة التي تفاعلنا معها في مراحل عمرية مختلفة على الصورة الذاتية التي نرى بها أنفسنا، إضافة إلى اختلاط الأسباب بالنتائج في كثير من الحالات وتفاعل الأسباب مع بعضها البعض بشكل ديناميكي.
تدني احترام الذات يعتبر من المشاكل النفسية الشائعة التي تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، حيث يمكن أن يؤثر ضعف احترام الذات على كل شيء في حياتك من الطريقة التي تنظر بها إلى حياتك المهنية إلى الطريقة التي تدير بها علاقاتك مع من حولك. 

- العلامات التي تدل على انخفاض تقدير الذات وعدم احترامها.

هناك مجموعة من العلامات التي تدل على التقدير المتدني للذات، وعدم احترامها وهي كما يلي:
  • الشعور بالبؤس والتعاسة. 
  • الشعور بعدم الكفاءة وانعدام القيمة. 
  • العدوانية والغضب. 
  • الهدوء والخجل والانطواء. 
  • الشعور بعدم الأمان. 
  • قلة الإنجاز والخوف من المخاطرة. 
  • التصرفات السلبية. 
  • التشاؤم والشعور بعدم الاستحقاق. 
  • الاكتئاب. 
  • التبعية للآخرين والخوف من جذب الانتباه. 
  • الصورة السلبية عن الذات. 
  • انعدام الثقة بالنفس. 
  • التردد في اتخاذ القرارات وعدم الحسم. 

الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى انخفاض تقدير الذات.

هناك عدة عوامل مختلفة تؤدي إلى ضعف تقدير المرء لذاته ورسم صورة ذاتية سلبية عن نفسه مما يؤدي إلى معاناته للعديد من الضغوط النفسية والمشاكل والمشاعر السلبية، ومن تلك العوامل ما يلي:
  1. تجارب الماضي. تؤثر التجارب الشخصية بشكل كبير على نظرتك لذاتك ومدى تقديرك لنفسك واحترامك لها. 
  2. حيث ينشأ معظم شعورنا بـ التقدير المتدني للذات نتيجة لتجارب الماضي المؤلمة، والصدمات النفسية، كل هذه التجارب تؤدي إلى تكوين صورة ذهنية خاطئة عن الذات تؤثر بشكل سلبي على سلوكيات الشخص وتصرفاته وردود أفعاله.
  3. مرحلة الطفولة القاسية والبائسة. الطفولة البائسة والممارسات التربوية الخاطئة تجعل من الطفل أقل احترامًا لذاته، وذلك من خلال الإهمال العاطفي والمقارنة والسخرية والنقد المستمر الذي يؤدي إلى تحطيم المعنويات والمواهب.
  4. البيئة والمجتمع. تعرض الشخص للتنمر أو الممارسات العنصرية قد تكون سببًا رئيسيًا في تدني احترام الذات، فـ التعرض للعنصرية بسبب النوع أو العرق تُساهم في تدني احترام الذات، كما أن الأمور الشاذة غير المألوفة وما يواجهها من رفض اجتماعي يخفض تقدير الذات أيضًا.
  5. الفشل العاطفي. يعتبر النجاح في العلاقات العاطفية من أهم الأمور التي تؤدي إلى زيادة الثقة بالنفس وتقدير الذات، ولكن إذا حدث العكس فإن ذلك يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس والتقدير المتدني للذات.
  6. السعي نحو الكمال. الكمالية هي واحدة من أكثر الجوانب تدميرًا لتقدير الذات؛ لأن الشخص الذي يسعى لتحقيق الكمال يعيش مع شعور ثابت من الفشل بسبب إنجازاته التي لم تلبي تطلعاته وطموحاته الغير معقولة أحيانًا. ومهما كانت تلك الإنجازات مثيرة للإعجاب، فإن الشخص لا يشعر بأي مشاعر نحوها لأنه يرى بأنها لا تلبي رغباته وتطلعاته.
  7. الاكتئاب والشعور بالخوف والقلق. الخوف والاعتقاد بأنك عاجز عن تغيير أي شيء في عالمك مرتبطان بشكل لا يقبل الجدل بانخفاض احترام الذات.
  8. محاولة إرضاء الآخرين. من أكبر المشاكل التي تؤدي إلى تدني احترام الذات هو الشعور بضرورة كسب ود الآخرين وإرضائهم لكي يعجبو بك ويحبوك ويحترموك. ونتيجة لذلك، فإن الأمر ينتهي بالكثير من الناس الذين يبالغون في الطيبة واللطافة عند تعاملهم مع الآخرين من حولهم إلى الشعور بالضعف وعدم الاستحقاق، والتعرض للاستغلال.
  9. وسائل التواصل الاجتماعي. الأشخاص الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر بشكل دائم ومستمر يعانون من مشاكل في تقدير الذات وانخفاض في الثقة بالنفس، وذلك بسبب مقارنة أنفسهم باستمرار وبشكل لا إرادي بمن يعتقدون أنهم أفضل منهم، حيث يبدوا الأصدقاء الافتراضيين على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أفضل وأكثر سعادة، وذلك من خلال ما يشاركه الأصدقاء من صور ونشاطات لا تعكس رفاهيتهم أو سعادتهم الحقيقية وإنما تعكس الجوانب التي يتمنون أن تطغى على حياتهم، وهي ليست كذلك بطبيعة الحال. بالتالي تزداد حالات المقارنة وما ينتج عنها من مشاعر سلبية.

- طرق التخلص من انخفاض تقدير الذات.

مهما كان مستوى تقديرك لذاتك فإن هناك مجموعة من الطرق التي يمكنك من خلالها زيادة تقديرك لذاتك ورفع احترامك لها ومن تلك الطرق:

- اكتشاف الذات وتنمية الوعي الذاتي.

اكتساب الوعي الذاتي من خلال اكتشاف الذات وتطوير المهارات والمواهب وسبر أغوار النفس، والتعرف عليها، والتبحر والغوص في دواخلنا النفسية وإعمال آلية الكشف والملاحظة والنقد والتقييم وتحليل العوامل والعقد التي سببت في تدني التقدير الذاتي والتخلص من آثارها النفسية يؤدي إلى الارتقاء والوضوح ويساعد على التخلص من المشاعر السلبية والنظرة الدونية للذات.
سيساعدك وعيك بذاتك في معرفة مواهبك ومهاراتك ونقاط القوة لديك مما يزيد من تقديرك لذاتك وشعورك بالقيمة والكفاءة الذاتية مما يمكنك من بناء صورة ذهنية إيجابية لذاتك تساعدك على توجيه مسار حياتك بطريقة فعالة

- التقبل الكامل للذات بدون قيد أو شرط.

التقبل الكامل للذات يولد الثقة بالنفس، لأنك عندما تتقبل ذاتك بكل عيوبها وأخطائها، وتتقبل واقعك بكل ما فيه، عندها ستتوقف الصراعات الداخلية لديك، ستتوقف عن الرفض ولوم النفس أو الواقع ليحل محلها السلام الداخلي. 
يمكنك أن تتقبل ذاتك من خلال تغيير حوارك الداخلي مع نفسك؛ لأن نقد الذات يؤدي إلى كراهيتك لذاتك، لذا فإن الخطوة الأولى هي إسكات ذلك الصوت الموجود في رأسك عن طريق جعل نفسك واعيًا بتكرار رد إيجابي لكل فكرة سلبية لديك.
يجب أن تكون واعيًا بكل ما يدور في عقلك 
سامح نفسك على أخطائك لا يوجد أحد على الإطلاق جيد أو سيئ.
تأكد من صحة معتقداتك السلبية بشأن نفسك.
من المحتمل أن يكون إحساسك بما أنت عليه عفا عليه الزمن وتم تمريره إليك من خلال الآخرين مثل والديك والشركاء السابقين والأصدقاء.
لا تخف من إعادة كتابة النص الخاص بك من جديد لإنها حياتك.
إن التقبل الكامل للذات والشعور بالرضا سيعطيك القوة والدافع لتتجه نحو التغيير للأفضل فأنت مخلوق بهذه القدرة، إن تقديرك وحبك واحترامك لنفسك وقبولها هو مفتاحك لتنميتها، وهو الخطوة الأولى للوصول إلى المسئولية الذاتية عن حياتك.

- عدم السعي نحو الكمال.

يعتبر السعي نحو الكمال والقيام بوضع قواعد في حياتك وتحديد أهداف لا تتناسب مع قدراتك وإمكانياتك وربط تحقيقها بسعادتك سوف تؤدي وبدون شك إلى الشعور بالتقدير المتدني للذات، ولكي تتخلص من هذه الصفة يجب عليك أن تكون صادقًا مع نفسك واقعيًا في تحديد أهدافك. ضع توقعات مناسبة لقدراتك، فكر جيدًا في مدى معقولية أهدافك وإدارتها قبل السعي لتحقيقها، وتذكر بأن الحياة بشكل عام غير كاملة.
اعلم أن هناك فرقًا كبيرًا بين الفشل في شيء تفعله وبين الفشل كشخص. لا تخلط بين فشلك وشخصيتك. 
انظر إلى الصورة الكبيرة، توقف عن التعمق في الأشياء الصغيرة وتجنب الانشغال في حل المشاكل الغير مهمة.

- توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين.

الصورة الذهنية التي ترى بها نفسك تؤثر بشكل كبير على كل شيء بدءًا من سلوكك في العلاقات إلى الكيفية التي تحاول الظهور بها أمام الآخرين.
مقارنة نفسك بالآخرين أمر خطير جدًا يعمل على تدميرك لأنه يولد لديك الإحباط والشعور بالدونية وعدم الاستحقاق.
يجب أن تتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين وتقبل حقيقة أن كل شخص لديه ظروف تختلف عن الآخر. ركز على أين تكمن نقاط قوتك. اكتشف مواهبك وطور مهاراتك وقدراتك.
اعتني بمظهرك لأن المظهر نصف الشخصية حيث يزيد من ثقتك بنفسك ويحسن من نظرة الناس لك.

- توقف عن محاولة إرضاء الآخرين ونيل إعجابهم. 

من أكبر المشاكل التي تسبب التقدير المتدني للذات والشعور بالدونية هو الاعتقاد بأن تلبية احتياجات الآخرين وإرضائهم وتنفيذ متطلباتهم أمر ضروري ومهم من أجل الحصول على القبول الاجتماعي واكتساب الاحترام والمودة؛ ولكن الأمر ينتهي بالكثير من الناس الذين يحاولون ذلك إلى الشعور بالمظلومية والتعرض للاستغلال.
لذا يجب عليك أن تتعلم كيف تقول لا في الوقت المناسب؛ لأن قيمتك لا تعتمد على موافقة الآخرين عليك ورضاهم عنك، فالناس سوف يحبونك ويحترمونك عندما تكون كما أنت، لأن ما تفعله من أجل كسب قلوبهم أو المبالغة في اللطف والطيبة عند تعاملك معهم يظهرك بمظهر الضعف والهشاشة.
يجب أن تكون أنانيًا في بعض الأحيان أو على الأقل فكر في احتياجاتك أولًا. 
الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير سليم لذاتهم يعرفون جيدًا متى يجب عليهم أن يضعوا أنفسهم أولًا.
ضع حدودًا على الآخرين عند تعاملك معهم؛ لأن الشعور بالاستياء والاستغلال ينبع نتيجة تقبل أمور وأشياء من الأصدقاء أو العائلة لا تحب قبولها، يجب أن تضع حدودًا لما ستفعله وما لم تفعله لتخفف من استيائك.

- ثِق بنفسك وتوقف عن الخوف والقلق. 

الخوف من المستقبل والشعور بالعجز والاعتقاد بأنك غير قادر على تغيير أي شيء في عالمك مرتبطان بشكل لا يقبل الجدل بانخفاض احترام الذات.
و للتخلص من ذلك يجب عليك أن تميّز بين المخاوف الحقيقية والمخاوف الوهمية التي لا أساس لها من الصحة. تحدَّ مخاوفك بالحقائق والإنجازات التي حققتها في الماضي.
قم ببناء الثقة من خلال مواجهة مخاوفك؛ ارسم ما يعرف هرم الخوف، وضع أكبر مخاوفك في القمة وأصغر مخاوفك في الأسفل. الفكرة هي أن تشق طريقك إلى أعلى الهرم، وتتحمل كل مخاوف وتعزز إيمانك بقدراتك أثناء تقدمك.

- ثِق في قدراتك.

الشعور بالجدارة ليس شيئًا يقدمه لنا الآخرون، ولكنه شيئًا يجب علينا أن نبنيه بأنفسنا.
ينبع تقدير الذات من خلال الشعور بالقيمة والكفاءة الذاتية والتي يمكن تحقيقها عن طريق اكتشاف الذات والتقبل الكامل لها وإيمان الشخص بقدرته على التكيف والتعامل مع كل التحديات والعوائق. 
بعبارة أُخرى فإن الإحساس بقيمة الذات ينتج من شعور الشخص بكفاءته في الجانب المادي الذي يشمل المظهر والقدرات والمواهب، والجانب الأدائي وذلك من خلال تحقيق الأهداف، والجانب الاجتماعي الذي يشمل العلاقات الاجتماعية والعاطفية. 
الشعور بالقيمة والجدارة يتولد عندما نعيش وفقًا للمبادئ والقيم والظهور بوجه حقيقي، ونتوقف عن المقارنة الاجتماعية ونُدرك بأن لدينا جميعًا مواهب ومهارات وقدرات وظروف تختلف من شخص لآخر.

- تقبل النقد البناء وتخلص من الحساسية النفسية المفرطة. 

تُعد الحساسية النفسية المفرطة أحد الجوانب الأكثر تأثيرًا في انخفاض تقدير الذات. سواء كنت غاضبًا من النقد أو تشعر بالدونية بسبب أي تعليق سيئ موجه إليك، فمن المهم أن تتقبل ذاتك وتزيل التحسس من نفسك، وتأخذ النقد البناء بجدية أكثر وذلك من خلال الاستماع الجيد لما يُقال وتقييمه قبل التأثر فيه؛ بهذه الطريقة يمكنك تقييم ما إذا كان التعليق صحيحًا أم لا، قبل أن تتأثر مشاعرك به. 
إذا كان النقد غير عادل، لا تتأثر به ولا تعطي له أي أهمية، أما إذا كان هناك بعض الحقيقة فيه، فتعلم من ما يقال لك، بدلًا من تأنيب نفسك. يمكن أن يكون النقد البناء بمثابة ضبط وتقويم لشخصيتك وإجراء تغييرات جديدة تساعدك في تطوير حياتك للأفضل.

- تحمل مسؤولية حياتك.

الشخص الوحيد المسؤول عن الحالة التي أنت عليها الأن هو أنت، كل اختيار وكل قرار اتخذته في الماضي وكل ما حدث لك هو من أوصلك إلى المكانة التي أنت عليها اليوم؛ ولكن وبغض النظر عن ماضيك وعن المكانة التي أنت عليها يمكنك أن تبدأ بداية صحيحة من جديد؛ وذلك من خلال اكتشاف ذاتك ومعرفة رسالتك في الحياة وتحديد أهدافك التي ستوصلك إليها وتبدأ بتحقيقها فأنت من يصنع حياتك، يمكنك أن تتعرف على رسالتك عن طريق قيمك العليا التي تمثل شغفك وتتوافق مع مواهبك ومهاراتك، اكتب قائمة بالأشياء التي تحبها وتستمتع بالقيام بها، بعد كتابة القائمة احتفظ بأهم ثلاثة أشياء فيها هذه هي قيمك العليا التي تتسق مع ذاتك ومن خلالها ستعرف رسالتك التي ستتضمن ما ترغب بالفعل في تحقيقه وفقًا لقيمك الذاتية وفلسفتك في الحياة. بناءً على رسالتك ستتشكل أهدافك التي هي عبارة عن نتائج نهائية محددة ترغب بالوصول إليها ولها وقت محدد أيضًا، بعدها قم بتحديد الخطط العملية للوصول إلى هذه الأهداف وابدأ في تنفيذها، بدون تنفيذ ستكون أهدافك وطموحاتك مجرد أحلام وأمنيات فقط.
مشاركة WhatsApp

المنشورات ذات الصلة