طرق إعادة برمجة العقل الباطن

البرمجة الذهنية للعقل الباطن 

إعادة برمجة العقل الباطن
تمارين العقل الباطن

إن إعادة برمجة العقل الباطن تعتبر الخطوة الأُولى من خطوات التغيير، فأي تغيير في حياتك يبدأ من تغيير أفكارك ومعتقداتك، وتغيير الصورة الذهنية التي ترى بها نفسك، وتصحيح نواياك.

إذا كنت تَمر بحالة من اليأس، والإحباط، والاكتئاب، أو الفشل أو غيرها من المشاعر المؤلمة، فتأكد بأن حياتك لم تنتهي بعد، وأن فرصتك في تحقيق ما تُريد ما زالت قائمة؛ لأن الحالة التي أنت عليها ليست نهاية الطريق، وليست دليل على الفشل أبدًا؛ لأن بإمكانك تغيير نفسك، وتغيير واقعك الذي تعيش فيه، والحالة التي أنت عليها، وذلك عن طريق إعادة برمجة عقلك الباطن بطرق صحيحة للتحكم فيه، واستغلال قوته، لكي يساعدك على النجاح وعلى اكتشاف مواهبك ومهاراتك، لست بحاجة إلى ما يرشدك إلى النجاح بقدر حاجتك للتخلص مما يمنعك عنه. 

أنت بحاجة إلى برمجة صحيحة لعقلك الباطن لكي تتحرر من مخاوفك الوهمية، ومعتقداتك الخاطئة عن ذاتك وعن ما يحيط بك.

كيفية إعادة برمجة عقلك الباطن واستغلال قوة اللاواعي الخاصة بك. 

أثبت العلم أن نسبة كبيرة جدًا من مشاعرنا وأفكارنا وقراراتنا المصيرية تستند إلى الدوافع والمعتقدات الموجودة في العقل الباطن.

حيث يؤثر عقلك الباطن على كل شيء في حياتك من الشريك الذي تختاره، إلى الوظائف التي تتولاها، والشخصيات التي تتبناها، والإدمان الذي تطوره، والتطلعات التي لديك في الحياة. والشيء الأكثر جنونًا هو أننا غالبًا لا ندرك تأثير عقلنا الباطن علينا، فقد أوضحت الدراسات أن العقل الباطن له تأثير كبير على سلوكيات الشخص، وتوجيهه، وذلك من خلال تلك المعتقدات والرغبات والمخاوف التي اكتسبها مُسبقًا من خلال تعاملاته اليومية مع من حوله؛ ولكن قد تكون تلك المعتقدات خاطئة والمخاوف وهمية، وهذا بدوره يؤدي إلى الخوف والاستسلام للواقع، وعدم الرغبة في تحقيق النجاح وفقدان الثقة بالنفس، و التقدير المتدني للذات، ولكي تتخلص من كل تلك المعوقات تحتاج لإعادة برمجة عقلك الباطن الذي يعمل باستمرار حتى في أثناء النوم؛ حيث يقوم بمراجعة جميع المعلومات التي استقبلها خلال اليوم والقيام بتخزينها دون أي تدخل من العقل الواعي. 

- قبل أن تبدأ بالتفكير في إعادة برمجة عقلك الباطن يجب عليك أن تأخذ بعين الاعتبار النصائح التالية:

- يجب أن يكون عقلك في حالة من النقاء الذهني وتشعر بالراحة والاسترخاء.

لأنه من الصعب عليك الوصول إلى إمكانات العقل الباطن وأنت في حالة من القلق والتوتر، أو التشتت الذهني.

وأفضل الأوقات المناسبة التي تُسهل على الشخص الوصول إلى العقل الباطن وقت ما قبل النوم، أو في الصباح الباكر، لأن الشخص عادةً ما يكون مرتاحًا، وأقل اهتمامًا بالمخاوف اليومية، في هذه الأوقات حيث يكون الشخص أقرب إلى عقله الباطن.

- لا تتوقع رؤية تَغييرات فورية ونتائج سريعة. 

على الرغم من أن ذلك قد يحدث أحيانًا، ولكن في كثير من الأحيان قد يستغرق الأمر وقتًا أطول، فالعقل الباطن لا يستجيب مباشرة للأوامر، فهو مدافعٌ جيد؛ لذلك قد يستغرق الأمر منك بضع محاولات يومية، لذا من المهم إعطاء عملية إعادة البرمجة الوقت الكافي، وتكرار التمارين من وقت لآخر بتخصيص 10- 14 دقيقة يوميًا لمدة 30 يوم.

- الاستمرارية. 

كن مواضبًا ومُتماسكًا بالأساليب التي تختارها لتثبيت رسائل أكثر إيجابية في عقلك الباطن، فـ بمجرد أن تصبح هذه التحولات واضحة، ستشعر بالحماس لمواصلة التقدم، ولكن حتى يحدث ذلك يتطلب الأمر الاستمرارية في الممارسة، لكي تحصل على نتائج جيدة وتغييرات طويلة المدى في التأثير على العقل الباطن وتوجيهه والتحكم فيه، فهي حقًا نتائج تستحق الإنتظار!

طرق إعادة برمجة العقل الباطن والتحكم فيه.

يمكنك العمل في وقت واحد مع كل هذه الطرق والاستراتيجيات، لكنها ستكون أكثر فاعلية إذا اخترت طريقة واحدة أو طريقتين فقط للبدء. هناك العديد من الطرق المختلفة والتمارين لإعادة البرمجة الذهنية للعقل الباطن، والتخلص من المعتقدات والمخاوف المعيقة، أو الضارة التي تم تخزينها مسبقًا في عقلك الباطن.

- الطريقة الأولى: قوة الإيجابية.

يركز أحد الأنواع الفرعية من تمارين العقل الباطن على قوة الإيجابية، إذا كنت تريد أن تعيد برمجة عقلك الباطن، فـ من أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها هي أن تجعل أفكارك أكثر إيجابية.

إذا تمكنت من جعل عقلك الباطن يفكر بطريقة إيجابية سوف تتولد لديك قوة جذب قوية جدًا على الأشياء الإيجابية، لتجذبهم إلى حياتك وذلك ما يسمى بقانون الجذب في علم النفس والتنمية الذاتية. 

وهو مطابق لما جاء به الإسلام حيث يدعونا للتفاؤل وحسن الظن بالله، وعدم اليأس، وذلك في الحديث القدسي الذي يرويه نبينا محمد (ص) عن ربه جل وعلا بقوله (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء).

إن التفكير بطريقة إيجابية لها نتائج مهمة، لذا يجب عليك تطوير القوة اللاشعورية للإيجابية لديك، وذلك من خلال تقنيات رئيسية لها تأثير كبير جدًا على العقل الباطن وهي:

  • البيئة والمحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه والأماكن التي تقضي أوقاتك فيها. أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين، وبكل ما هو إيجابي، وذلك لأن العقل الباطن يقوم بتحليل المواقف التي تمر بها، والمعلومات التي يتلقاها باستمرار ويستخلص منها النتائج المختلفة التي يُشكل من خلالها معتقداتك، ومخاوفك ورغباتك، والصورة الذهنية التي ترى بها نفسك. لذا يجب عليك أن تبتعد عن كل ما هو سلبي، لكي تكون أكثر إيجابية، اختلط أكثر بأشخاص إيجابيين، لأن الإيجابية التي يتمتع بها من هم حولك ستؤثر على مستوى اللاواعي لديك، بدءًا من تغيير طريقة تفكيرك، وإعادة ضبط عقلك، وتغيير أفكارك مع مرور الوقت؛ حيث سيتم استيعاب وتخزين المزيد من الرسائل المشجعة في ذهنك؛ وذلك من خلال ما تقوم به وما تحققه من نجاحات، فمشاركة من حولك بأهدافك واستغلال مهاراتك سيغير الصورة الذهنية لذاتك مما يساعدك في اكتشاف مواهبك، ونقاط القوة والضعف لديك. بهذه الطريقة سوف يبدأ العقل الباطن في إدراك الواقع المحيط بك، والتفكير بطريقة إيجابية تُمكنك من اكتشاف المزيد والمزيد من الفرص والمهارات والمواهب، واستغلالها الاستغلال الأمثل؛ من أجل تحقيق كل ما تريد من أهداف.
  • حاول أن تنقل الكثير من الإيجابية لكل من هم حولك. وذلك من خلال كلامك وتعاملك معهم، وتقديم العون والمساعدة لهم؛ من أجل تحقيق أهدافهم، حيث سيولد لديك هذا التصرف شعورًا بالرضا النفسي والثقة بالنفس، بهذه الطريقة ستقوم بإنشاء حلقة ردود فعل إيجابية لاشعورية لديك.
  • مراقبة الأفكار والتأكد من أنك تستخدم أفكارًا إيجابية. عندما تجد نفسك تفكر في شيء سلبي، توقف واقطع تلك الأفكار السلبية التي تدمر كيانك النفسي وتُنمي لديك المخاوف، فكر بإيجابية أكثر ولا تدع للتفكير للسلبي مجالًا لأن يدمرك. قم بإستعراض الأفكار السلبية التي تسيطر عليك، واقنع نفسك بأنها شكوك ومخاوف مبنية على مجموعة من الاعتقادات الخاطئة، ولتأكيد ذلك إبدأ بطرح بعض الأسئلة على نفسك، مع مراعاة أن تكون هذه الأسئلة جميعها إيجابية وليست سلبية، فمثلا إسأل نفسك لماذا الناس يُكنون لي المودة، ويتعاملون معي باحترام؟ كيف تمكنت من النجاح في الماضي؟ وكيف أستطعت الصمود أمام كل تلك المواقف الصعبة؟ سيقوم عقلك الواعي بالبحث عن الإجابة، حتى يعثر عليها، ليقوم العقل الباطن بتخزينها وأرشفتها.

الطريقة الثانية: التأكيدات.

التأكيدات هي طريقة أخرى فعالة لتثبيت الرسائل الإيجابية في اللاوعي الخاص بك.

لذا يجب عليك أن تتعلم كيف تسيطر على أفكارك وحديثك مع نفسك لأنها بمثابة برمجة لـ عقلك الباطن.

كما يجب عليك أن تكون واثقًا بقدراتك مؤمنًا بأن لا شيء يمكن أن يمنعك من تحقيق ما تريد، كما يجب أن تبتعد عن التوقعات السيئة واليأس والأفكار السلبية وأن تفكر دائمًا بالنجاحات التي تريد الوصول إليها وتحقيقها.

إن طريقة التعامل مع العقل الباطن تشبه إلى حدٍ كبير طريقة التعامل مع الكمبيوتر، حيث يتم التعامل مع الكمبيوتر من خلال الأكواد البرمجية ليقوم بالعملية التي يريدها المُبرمج؛ كذلك العقل الباطن يتم استخدام التأكيدات في أثناء الحديث مع الذات؛ لأن التأكيدات والرسائل الإيجابية تعمل بشكل أفضل إذا اتبعت بعض القواعد البسيطة التالية:

  1. استخدم الكلمات الإيجابية بصيغة المضارع. في حديثك مع نفسك استخدم الأفعال بصيغة المضارع مثل "أنا قوي وناجح" بدلًا من "سأكون قويًا وناجحًا " لأن التركيز على حالة مستقبلية أو صيغة ماضية لا يقبلها عقلك الباطن، لإنه يتعرف على ما يحدث الآن في هذه اللحظة فهو يقبل الرسائل بصيغة الفعل المضارع فقط.
  2. استخدم عبارات إيجابية في محادثتك مع نفسك دون أن تستخدم النفي للصفات السلبية في الأوامر والرسائل الموجة للعقل الباطن. كقولك "أنا لست فاشلًا" يترجمها العقل الباطن بـ"أنا فاشل" لأن عقلك الباطن لا يمكنه معالجة السلبيات بطريقة النفي.
  3. تقمص الشعور الذي تريده وتخيل أنك قد حققته. إن قول "أنا غني" بينما تشعر بالفقر وعدم الاستحقاق، وأفكارك كلها يأس وبؤس وحرمان، فإن ذلك لا يؤدي إلا إلى إرسال رسائل مخالفة إلى عقلك الباطن. لذا مهما كانت الكلمات التي تقولها لنفسك وتفكر بها، حاول أن تشعر بالعواطف المقابلة لها لأن عقلك الباطن سيكون أكثر ميلًا إلى تصديقها، فالمشاعر تعتبر أقصر طريق إلى العقل الباطن.
  4. كرر استخدام التأكيدات والأوامر. كرر التأكيدات فهي لا تعمل إذا قلتها لنفسك مرة واحدة أو مرتين فقط، كرر ذلك عدة مرات في اليوم للحصول على أفضل النتائج. أخبر نفسك أنك المُتحكم بحياتك الخاصة، وأن لديك القدرة على تحقيق ما تريد، اكتشف ذاتك، ونمي الوعي الذاتي لديك، إبحث عن أسرار شخصيتك، و نقاط القوة لديك، إقرأ القصص الإيجابية التي تحفزك على تحقيق ما تريد، وذلك لكي تسمح لمزيد من الرسائل الإيجابية بالتسرب إلى عقلك الباطن. الشيء الجيد في هذا الأمر هو أن قول التأكيدات لنفسك تولد لديك الشغف، وتجعلك مهووسًا بأهدافك وطموحاتك.
  5. قدر ما لديك من أشياء واستشعر النِعم التي تمتلكها واشكر الله عليها. عندما ترضى بما لديك وتشكر الله عز وجل على ما أعطاك، فإن ذلك سيطرد الأفكار السلبية من عقلك، وستشعر بالراحة النفسية، مما يجعلك تتحلى بالصبر في مواجهة الصعاب، لأن ثقتك بالله سبحانه واستشعار حفظه لك سيزيد من الثقة بالنفس لديك.

الطريقة الثالثة: قوة التصور الإبداعي.

التصور الإبداعي والخيال هما أحد الأساليب الأكثر فاعلية لتطوير قوة العقل الباطن.

يقول أينشتاين "الخيال أكثر أهمية من المعرفة"

يُعتبر الخيال وعملية التصور الإبداعي أحد أهم الوسائل التي يمكننا من خلالها برمجة العقل الباطن، حيث يقوم الشخص باستخدام خياله في تجسيد أفكاره، والحياة التي يريد أن يعيشها في المستقبل، وكأنها واقع ملموس، بحيث يرسم في ذهنه صورة لأهدافه التي يريد تحقيقها.

عندما تقوم بإنشاء صورة ذهنية حية لما تريد أن تكون عليه حياتك في المستقبل، سيمكنك من خلالها التركيز على أي جانب من جوانب الحياة الذي تريد تطويره على سبيل المثال، طريقة حياتك أو مجالك المهني أو حياتك العاطفية.

عندما تمارس التصور الإبداعي لأهدافك مرارًا وتكرارًا فإن ذلك التصور يعمل على برمجة عقلك الباطن على الاعتقاد والإيمان بما تتصوره، بحيث يربط بين عقلك وهدفك، وذلك وفقًا لقانون الجذب، حيث يساعدك هذا في جذب ومتابعة التغييرات التي تريد إجراؤها في حياتك؛ حيث تشير الأبحاث إلى أن تقنية تجديد الارتباطات اللاشعورية تقلل من الإجهاد وتثير الإلهام وتجعلك تشعر بالسعادة النفسية وتحسن من قدرتك على التركيز.

إن التصور الإبداعي مهارة تتحسن كلما زادت ممارستك لها، حيث يمكنك البدء في تطوير هذه المهارة من خلال تخصيص 5 - 10 دقائق في اليوم في مكان مريح وهادئ، ثم الدخول في حالة من الاسترخاء والراحة من خلال التركيز على التنفس العميق لبضع دقائق، ثم ابدأ في التخيل والتركيز على ما تريد تحقيقه.

قم بعمل شيء عملي واحد على الأقل يسهم في تحقيق هدفك. إذا واصلت هذا الروتين بشكل يومي، فإن عقلك الباطن سوف يعمل بجد وبكفاءة عالية جدًا من خلال إيجاد الدافع النفسي وخلق الشغف لديك وتحفيزك لبذل جهد أكبر في سبيل تحقيق أهدافك وأحلامك.

كيف تتمكن من معرفة ما إذا كانت جهود إعادة برمجة عقلك الباطن تعمل أم لا.

علامات التقدم الواضحة التي تدل على نجاح إعادة برمجة عقلك الباطن كثيرة منها:

  • ستبدأ في الشعور بالقوة والجدية الأكثر صرامة والسعادة النفسية.
  • ستشعر بقدرتك على تحمل المخاطر ومواجهة التحديات.
  • أحلامك وأهدافك لن تبدو بنظرك مستحيلة وستكون مثيرة وممتعة.
  • سوف يراودك شعور أعمق بالسلام الداخلي، والرضا النفسي وكأن المخاوف والنزاعات الداخلية لذاتك ذابت وانتهت.
  • ستشعر بالثقة بالنفس والتقدير الجيد للذات
  • ستظهر أمامك المزيد من فرص التطوير والنمو في كل مجال من مجالات حياتك.

باختصار، ستدرك نتائج تلك التغييرات، وتتأكد من نجاح برمجة عقلك الباطن عندما تلاحظ حدوث تحول كبير جدًا، وتغيير جذري في كيانك الداخلي والخارجي.


- إقرأ أيضاً: كيف تتحكم بعقلك الباطن 

_____________
- مصدر الترجمة:
1- medium
2- thelawofattraction


لمشاركة المقال علي فيسبوك أو تويتر من هنا👇
مشاركة WhatsApp

المنشورات ذات الصلة