أنت في المقدمة.. بقلم د/ أريج السنان.
كيف تتعامل مع أعداء النجاح |
إذا قمت بعمل ناجح وبدأ الناس يرمونك بالطوب فاعلم أنك وصلت بلاط المجد، وأن المدفعية لا تطلق في وجهك، بل احتفاءً بقدومك.
إن من لا يستطيع اللحاق بك، فلا يملك سوى طعنك من الخلف، ومن المؤسف جدًا أننا نعاني من وجود أعداء النجاح الذين يحاولون محاربة كل ناجح ويحاولون إعاقته، بسبب خوفهم من تميزه، ونجاحه؛ بالرغم من أننا نعيش في مجتمع إسلامي علمنا معنى الأخوة، وربانا على المبادئ والقيم وحب الخير لنا ولإخواننا.
النجاح يكشف لك حقيقة من حولك؟
النجاح اختبار جيد يكشف لك حقيقة من حولك؛ منهم المحب الذي يفرح لنجاحك ويقترب منك ليكتسب من خبراتك، والحاقد الذي يحترق قلبه لنجاحك ولا يسره إنجازك، والفاشل الذي حين فشل نذر حياته لإثبات عدم شرعية نجاح الآخرين؛ لأنه يعتقد بأن ذلك إثبات لنجاحه.
إن الإنسان الفاشل يشعر بالنقص والأسى ولا يجد وسيلة للتخفيف من شعوره هذا سوى النيل والهجوم على الآخر، حيث يلجأ إلى سلوكيات من شأنها تشويه صورة الشخص الناجح، والتقليل من شأنه سواءً كان زميلًا أو قريبًا، ومن أهم تلك الدوافع التي تجعله يؤذي الناجحين من حوله هو محاولة إخفاء عيوبه وخوفه من تميزهم عليه.
ومن الدوافع أيضًا أنه يحمل قلبًا مريضًا يشعر بالحقد والحسد تجاه الآخرين من حوله.
الفاشل ضعيف يتخذ الطريق الأسهل ليصبح بارزًا وهو إيذاء الناس بالسخرية، والانتقاد، ومحاولة تشويه سمعتهم، ولا يلتفت لتطوير نفسه؛ لأن ذلك طريقٌ صعب لا يستطيع الضعفاء وصغار العقول سلوكه.
أساليب أعداء النجاح
تتنوع أساليب أعداء النجاح ما بين السخرية اللاذعة، وإفشاء الأسرار وعدم احترام مشاعر الآخر، وكذلك ترويج الإشاعات الغير صحيحة، ونقل صورة مشوهة عن الشخص الناجح، أو تعطيل مصالحه، وغيرها من السلوكيات التي لا مجال لحصرها.
ولكن مهما كانت تلك الأساليب؛ يتحتم على الشخص الناجح إدراك أن تلك السلوكيات ما كانت إلا من نفوس مريضة تنهش قلوبهم نار الحسد والغيرة، فالناجح هو الشخص الذي لا يتأثر بهم، بل يتجاهل كل من يحاول إحباطه، ويدرك بأنه أكبر من أن ينشغل بهم، ولكن هذا لا يعني إن وصل الأمر إلى التجريح والوقاحة، أو الإساءة بغير حق أن يسكت؛ بل يجب عليه أن يدافع عن نفسه بقوة وحزم، وذلك من خلال أسلوب مناسب يرفع من شأنه، بحيث يتوافق مع مبادئه وقيمه.
إن كنت ترى نفسك ناجحًا وتعاني من وجود الكثير من أعداء النجاح حولك، ومن تصرفاتهم وسلوكياتهم المؤلمة تجاهك؛ فيجب عليك أن تدرك بأن الهدف من تلك السلوكيات العنيفة، والأساليب الماكرة التي يقومون بها هو تشتيت انتباهك عن ما يجب عليك فعله والتركيز عليه من أجل مواصلة نجاحاتك.
لذا يجب عليك أن تتعامل معهم بطريقة ذكية وتواصل طريقك نحو النجاح وتتوقف عن الالتفات لهم وتضييع الجهد والوقت في مواجهتهم، نظرًا لوجود عدالة إلهية كفيلة بكيدهم.
يجب أن تجعل كل ما يأتي منهم من أفعال، أو أقوال وقودًا وحافزًا يدفعك نحو الاستمرار في تحقيق المزيد من النجاحات.
لا تنتظر اعتراف من حولك بنجاحك؛ لأن الزمان والوقت كفيلان بإثبات حقيقة نجاحك، وانجازاتك المتميزة.
وجود الأعداء خلفك إن دل على شيء فإنه يدل على أنك في المقدمة، لذا لا تخشى شيء، إنها ضربات من الأعداء زادت من قدرك، وإياك أن تقع في فخ الغرور، واشكر الله الذي فتح لك باب النجاح وسهل لك الطريق الذي وصلت من خلاله إلى القمة.