مهارات إدارة الذات والتحكم بها

إدارة الذات

إدارة الذات
إدارة الذات

إذا كنت تظن بأن نجاحك سوف يكون سهلًا وأنك لن تتعرض لأي إخفاقات، أو ألم، وإذا كنت تظن بأنك ستكون الأفضل في مجال عملك، وستحصل على أعلى مراتب النجاح دون الشعور بالألم النفسي والجسدي، ودون المرور بالفشل والإخفاقات، فيجب عليك أن تُعيد النظر في ذلك جيدًا.

فأنت بعيد عن الواقع نوعًا ما، لأنك ستتعرض لخيبة تلو الخيبة، وذلك إذا لم تُغير من نظرتك للأمور التي تحدث لك.

لا أريد من خلال هذا المقال إحباطك، ولكن أريدُ مِنك أن تُراجع حِساباتك، وتُخطط جيدًا، وتتوقع الكثير من العقبات في طريق نجاحك مع إيجاد حلول مناسبة لها حتى تستطيع أن تتخطى كل العقبات بسهولة أكبر ولا يصيبك اليأس والإحباط سريعًا.

يجب عليك أن تتوقف عن النظر للألم على أنه شيءٌ سِلبي، فهو أمر مؤقت سرعان ما يزول وينتهي وتجني عند رحيله النجاح.

من أجل أن ينجح أي مشروع يجب أن تكون هناك منظومة لإدارته، وكذلك عندما يتعلق الأمر بمشروعك وأهدافك وطموحاتك التي تُريد تحقيقها بنجاح تام لا بدَّ أن تتم إدارتها بالشكل المناسب من خلال إدارة الذات والتحكم فيها.

ليس هناك شخص حقق نجاحًا كبيرًا في أي مجال من مجالات الحياة السياسية، والعلمية، والتجارية، والرياضية وغيرها إلا وهو يتمتع بمستوى عالي من الانضباط الذاتي والقدرة على إدارة ذاته والتحكم فيها، والقدرة على تحمل العمل الشاق والصبر على كل شيء مؤلم طوال رحلة نجاحه.

الشخص الرياضي الملتزم ببرنامج يومي يتمرن صباحًا عندما يكون أغلب الناس في النوم، ويأكل ما لا يستطيع الآخرون الالتزام به، كل هذا الألم يُخلف له جسمًا ممشوقًا، وعقلية مركزة على التفوق في مجاله.

هل تظن أن السباحين الأولمبيين يسبحون هكذا بفضل الموهبة؟ إن هذا بسبب آلاف الساعات من التمارين القاسية والشديدة، إن ما يفعلونه في الظلام وخلف الستار، هو ما يجعلهم محل أنظار الناس في الضوء.

فإذا فشلت في شيء، أو شعرت بالحزن والألم عند قيامك بأي شيء فاعلم أن ذلك شيء مؤقت سيختفي أثره فيك عندما تتخطاه، ليجعل منك شخصية أكثر قوة وخبرة من ذي قبل.

لو كان النجاح سهلًا وفي مُتناول الجميع، لن يكون له أي معنى، ولكن علو الشيء وصعوبة الحصول عليه هو ما يجعل النفوس تتسامى وترتقي عندما تصل إليه وتناله.

أهمية إدارة الذات

إدارة الذات تعني إلزام الشخص نفسه بمجموعة من القيم والقواعد والخطط، مع الشعور بالرقابة الذاتية، والتّحكّم بالرغبات، والسلوكيات، بهدف تطوير الذات وتحقيق الأهداف، والمضي قدمًا نحو تحقيق النجاح بمرونة كبيرة وبطريقة أسهل ونتائج أفضل؛ وذلك من خلال تحديد الأهداف، وإدارة الوقت، واستغلال الإمكانيات.

لكي تتمكن من إدارة ذاتك والتحكم في رغباتك، وضبط نفسك، يجب عليك أن تضع لنفسك أهداف معقولة ومحفزة يمكنك من خلالها تحقيق أحلامك في الحياة، بهذا يصبح التحكم في الذات وضبط النفس، والإدارة الذاتية مبادئ تلقائية وسهلة؛ مما يساعدك على التخلص من الإحباط والقلق، والخوف من المستقبل.

مهارات إدارة الذات

يمكنك تعلم كيفية إدارة الذات من خلال إتقان المهارات التالية:

  • تحديد الهدف: تحديد الأهداف يعني أنك تعطي الأولوية للأعمال المهمة التي لها تأثير كبير على عملك.
  • التخطيط الإستراتيجي: وهي القدرة على فهم ما تحتاج إلى القيام به من أجل دعم أهدافك التنظيمية. 
  • تحديد الأولويات: بعد أن تعرف ما يتعين عليك القيام به، تحتاج إلى تحديد الأولويات حتى تتمكن من تحقيق أهدافك.
  • الوعي الذاتي: يمكن أن تساعدك القدرة على الوصول بوعي إلى أفكارك ورغباتك ومشاعرك على التحكم في سلوكياتك. وهذا بدوره يمكن أن يكون له تأثير مباشر على أدائك. 
  • التنظيم العاطفي: إن الوعي الذاتي بمشاعرك هو شرط أساسي لتنظيمها. على سبيل المثال، يمكن أن يكون الخوف مؤلمًا ويثير رد فعل سلبي أو عنيف إذا لم تتمكن من رفعه إلى مستوى وعيك. يسمح لك الوعي الذاتي بفهم خوفك، ويمكنك من التغلب على هذه المشاعر من خلال التفكير بعقلانية في نقاط قوتك وكيفية تطبيقها. هذا يسمح لك بإعادة التركيز على ما تفعله بشكل أفضل. 
  • القدرة على التكيف: عندما تتغير الأشياء فجأة، يمكنك التحكم في انزعاجك والتعامل معه. أن تكون قادرًا على التكيف هذا يعني أنك قادر على إيجاد عدة طرق لتقبل المواقف الجديدة.
  • العناية بالنفس: الشخص الوحيد الذي يمكن أن يكون مسؤولاً حقًا عن رعايتنا هو أنفسنا. يبدأ الازدهار كفرد برعاية نفسك. يحمل الكثير منا معتقدات راسخة بأن خدمة الآخرين هي واجب علينا، أو التضحية بالنفس أمر نبيل، والتفكير في أنفسنا هو أنانية، ولكن الحقيقة هي أننا نحتاج إلى أن نكون في أفضل حالاتنا لكي نبذل قصارى جهدنا وإذا لم نمارس الرعاية الذاتية، فإن قدرتنا على المساهمة والإنجاز ستبدأ في الانخفاض.

كيفية تحسين مهارات إدارة الذات.

إدارة الذات هي قدرتك على تنظيم سلوكياتك ومشاعرك وأفكارك بطريقة تخدمك أنت وعملك بشكل أفضل. 

إن تغيير العادات والسلوكيات السيئة والاعتراف بالضعف هي الحجر الأساس لإدارة الذات. إليك عشر خطوات سوف تمكنك من إدارة ذاتك بنجاح وهي كالأتي:

واجه التحديات والمخاوف الذهنية لديك. 

إن التحدي الأكبر الذي يواجه كل إنسان في حياته هو التحدي النابع من الذات ومع الذات؛ أي الاعتراف بالفشل حين يقع الفشل، والاعتراف بالخطأ حين يحدث الخطأ، والقدرة على التكيف وقبول التغيير عندما تتغير الأحوال.

إن أعظم نصر يمكن أن يحققه الشخص في حياته يكمن في هزيمة ما لديه من أفكار وقناعات ومعتقدات ومخاوف ورغبات.

لإن تحقيق النصر في معركة التحدي مع الذات، يجعل من السهل مواجهة تحديات الحياة عامة؛ أما الفشل في مواجه التحدي النابع من الذات بخصوص شأن يتعلق بالشخص نفسه، فمن طبيعته أن يجعل تجاوز تحديات الحياة أمرًا في غاية الصعوبة.

قم بإنجاز المهمة المزعجة أولًا. 

إن قيامك بتنفيذ الأمور المزعجة أولًا سوف يولد لديك شعوراً بالسعادة والراحة في حال انتهيت من تنفيذها، أما إذا قمت بتأجيل تنفيذها والقيام بها في وقت لاحق؛ سيضل تفكيرك منشغلًا بها طول الوقت؛ مما يسبب لديك حالة من التشتت، والقلق، وعدم التركيز.

غالبًا ما تكون الإرادة والاستعداد للتعامل مع المهام السخيفة أولًا هي الصفة الأساسية التي يتصف بها أصحاب الإنجازات العظيمة.

إذا كانت هناك نصيحة واحدة فحسب من هذا المقال طبق هذه النصيحة لأنها سوف تعود عليك بنتائج كبيرة وغير متوقعة، وذلك بدءًا من تقليل الضغوط النفسية لديك إلى الحصول على أعلى درجات الراحة، والرضا النفسي والتركيز.

نظم وقتك.

استخدم نظامًا لإدارة وقتك لأن الوقت من أعظم موارد الحياة. نحن جمعيًا لدينا 24 ساعة في اليوم وهو ما يعني 86400 ثانية، وأكثر الناس إنشغالًا هم من يبذلون كل جهودهم لمواصلة نجاحاتهم كرجال الأعمال والرياضيين والقادة وهذا بدوره يمكنهم من الحصول على نتائج رائعة، ونجاحات باهرة على الرغم من أن لديهم نفس الوقت الذي لدينا ولكن الفرق الوحيد بأنهم يعملون لوقت أطول ولديهم وقت الراحة أقل بكثير من وقت الإنجاز والعمل فهم يستغلون وقتهم كما يجب.

ولكي تتمكن من تحقيق الكثير من الإنجازات حاول أن تضع لنفسك نظامًا لإدارة وقتك.

حافظ على صحتك جيدًا.

حافظ على صحتك البدنية والنفسية، وتجنب التفكير المستمر وتحليل الأمور التي تحدث حولك. تجنب تناول الاطعمة والمواد الضارة التي تسبب الأمراض والخمول والكسل، مارس الرياضة بشكل يومي، لأن الرياضة تمد الجسم بالنشاط والحيوية.

تجنب الانغماس المفرط في أي أمر كان.

الانغماس المفرط والإدمان في أي صورةٍ كان يؤدي إلى نتائج سلبية، إحرص دائمًا على أن تحافظ على التوازن وتجنب التفريط وإدمان أي شيء.

تجنب عادة التسويف والتفريط في الفرص. 

من المستحيل أن يجتمع التسويف والإنجاز معًا لذا يجب عليك أن تتخلص من مخاوفك، وتبتعد عن عادة التسويف وتأجيل القيام بالمهمات لكي تتمكن من استغلال كل الفرص المتاحة أمامك. لا يوجد شخص ناجح في أي مجال من مجالات الحياة المختلفة يقوم بالتسويف وتأجيل الأعمال المهمة.

تحلى بالصبر وقوة الإرادة. 

قوة الإرادة والعزيمة والإصرار هي سر النجاح في تحقيق الأهداف مهما كانت العقبات ومهما كانت الظروف.

تجنب الحديث السلبي مع ذاتك وتخلص من الشك الذاتي لديك والتفكير بطريقة سلبية عن نفسك، لأن ذلك يؤثر عليك بشكل سلبي؛ حيث يؤدي إلى زيادة مخاوفك والتقليل من شأن ذاتك. فكر بطريقة إيجابية وانظر إلى الطرق المتاحة أمامك، والوسائل التي يمكنك من خلالها تحقيق ما تريد.

تحكم في مشاعرك وردود أفعالك. 

تحكم بأفكارك ومشاعرك وغضبك وبحالتك المزاجية، فنحن جميعًا نستطيع التحكم الكامل في الذات، الأمر يعتمد على الدرجة التي نرغب بها في هذا الأمر وعلى الشغف والرغبة في تحقيق الأهداف.

مقالات ذات صلة: أمثلة على طريقة إدارة الذات بفعالية عالية.

طرق سوف تساعدك على إدارة الذات وتحقيق النجاح

آمن بنفسك ولا تقلل من قيمتك وأعرف قدراتك وإمكانياتك جيدًا.

إن أول خطوة من خطوات تحقيق النجاح هي أن يؤمن الشخص بنفسه، وبأنه يستطيع أن يحقق ما يريد، وأن يبدأ في التنفيذ بقناعة تامة، وليس عن طريق التجربة، فيما لا يدع للشك أي مجال كي يزعزع ثقته بنفسه.

لكي تنجح يجب عليك أن تؤمن بنفسك وبما تريد النجاح فيه، وبقدرتك على تحقيقه، لأن الإيمان يعزز العزيمة، ويولد الصبر.

دون إيمان لا يوجد نجاح، إذا آمنت بأنك سوف تنجح في عملك، دراستك، حياتك فسوف تنجح حتماً.

ابذل الجهد وادفع ثمن نجاحك أولًا.

دون بذل جهد ليس هناك نجاح، النجاح ثمنه باهض جدًا، العبقرية هي 01% إلهام، و99% جهد وعرق.

يقول توماس اديسون " السبب أن الكثير من الناس لا يروا الفرصة المواتية لأنها تأتي في شكل عمل وبذل جهد "

إن العمل الشاق، والمثابرة والحس السليم أو الحدس هي العناصر الأساسية لتحقيق النجاح في أي مجال من مجالات الحياة المختلفة.

اكتشف مواهبك ومهاراتك وقم بالعمل عليها وتطويرها. 

اكتشف نقاط القوة لديك أولًا قبل تنشغل وتركز على نقاط ضعفك، فكر في تطوير مهاراتك ومواهبك، ولا تخشي المجال الذي تريد العمل فيه إذا كان يتوافق مع مواهبك، ومهاراتك لا تدع كلام الناس وتخويفهم لك يؤثر عليك، اكتشف نفسك، ولا تأخذ برأي شخص إلا من تثق به، استمع للنصيحة من الشخص الذي خاض نفس المجال الذي تريد أن تخوضه، لا تنظر للأمور بعيون غيرك فكل شخص منا لديه وجهة نظر، وأفكار، وظروف، ومهارات تختلف عن غيره، لذا اعرف نفسك وقيم قدراتك وامكاناتك بطريقة صحيحة لكي تزيد من ثقتك بنفسك.

ابتعد عن كل من يقلل من شأن طموحاتك وقدراتك. 

الابتعاد عن ما يزعجك، يجعلك تفكر بطريقة صحيحة وأفضل شيء عند التفكير هو العزلة، يقول توماس أديسون "إن أفضل الأشياء تخرج من التفكير عندما نكون في عزلة تامة"

لا ترضى بأقل مما ترجوه لنفسك.

يقول توماس أديسون "إن الأرق هو عدم الرضا وعدم الرضا هي الضرورة الأولي لأي تقدم أو تطوير".

لا تستسلم للظروف، حاول أن تبحث عن طريقة يمكنك من خلالها تحقيق ما تريد، لا تتمسك بمجال واحد أو طريقة واحدة لكي لا تصاب بالإحباط في حال الفشل، لأن الهدف واحد والطرق التي تؤدي إلى تحقيقه كثيرة.

إذا فشلت في مجال ما، لا تتوقف وتمثل دور الضحية وتستسلم، تعلم من الفشل وابحث عن مجال آخر وطريقة أُخري.

إن كل من حقق النجاح في هذه الحياة مر في سلسلة كبيرة من محطات الفشل، ولكنه لم ييأس، ولم يستسلم حتى تحقق له ما أراد.

غير وجهة نظرك عن الألم والمعاناة في سبيل تحقيق النجاح.

كل ألم يمر بك، وكل حزن ينتابُك، وكل شيءٍ تعتقد بأنه مؤلم وشاق هو من سيصنع منك شخصًا ناجحًا. يقول أديسون "أنا لم افشل بل وجدت 1000 وسيلة لم تنجح".

يجب أن تدرك بأن أفكارك ورؤيتك للأشياء من حولك، وطريقة تحليلك للأمور التي تحدث لك هي كل شيءٍ بالنسبة لك إن كانت إيجابية زادت من مهاراتك وخبراتك، وإن كانت سلبية زرعت فيك الإحباط والفشل.

مشاركة WhatsApp

المنشورات ذات الصلة