3 سلوكيات مثبتة علميا تؤدي إلى النجاح

السلوك الإيجابي
سلوكيات النجاح

كُنا نعتقد في الماضي بأن النجاح ناتج عن مزيج من المواهب الفطرية والتوقيت والحظ؛ ولكن التقدم الذي حصل في علم السلوك أعاد تشكيل تلك الصورة من جديد. فقد توصلت العديد من الدراسات والأبحاث إلى أن هناك العديد من السلوكيات التي يمكن أن تؤدي بشكل متوقع إلى تحسين الأداء وتحقيق النجاح. ومن المرجح أن ينجح أي شخص يمارسها فيما يخطط للقيام به.

- سلوكيات النجاح. 

في هذا المقال سنتحدث عن أهم ثلاثة سلوكيات مثبتة علميا تؤدي إلى النجاح؛ حيث أثبت العلم بأن لها دور كبير في تحسين الأداء وتحقيق النجاح وهي:

1- امتلاك "عقلية النمو"

أجرت الباحثة في جامعة ستانفورد "كارول دويك" العديد من الدراسات حول كيفية تأثير العقليات على الأداء؛ حيث يُظهر بحثها أن أولئك الذين لديهم ما يُعرف باسم "عقلية النمو" - أي الأشخاص الذين يعتقدون أنه يمكنهم تطوير المهارات من خلال العمل الجاد - هم أكثر عرضة للنجاح من أولئك الذين ليس لديهم هذا الاعتقاد.

قاد العالم السلوكي إريكسون (K. Anders Ericsson) دراسة تحليلية قام من خلالها بتحليل نتائج عقود من البحث حول العوامل التي تُمكن الناس من الوصول إلى مستويات غير عادية من النجاح. أحد الأشياء التي وجدها إريكسون - مستمدًا من نتائج دراسات الباحثة كارول دويك - هو أن أولئك الذين أصبحوا من أصحاب الأداء الأفضل يسعون بلا هوادة إلى زيادة قدراتهم وتطوير مهاراتهم.

حيث اتضح أن الأشخاص الناجحين للغاية لا يتم إغرائهم بكفاءتهم؛ لأنهم يعتقدون بأن مهاراتهم مثل العضلات التي تحتاج إلى التعزيز الدائم والمستمر.

حيث وجد الباحث دويك أن العقليات الأساسية للأشخاص تنقسم إلى فئتين هما: 

- عقلية ثابتة. 

الأشخاص الذين يمتلكون عقلية ثابتة يستسلمون للواقع، ويعتقدون بأنه شيء حتمي ولا يمكن تغييره، وهذا بدوره يؤدي إلى الشعور باليأس والإحباط والارتباك.

- عقلية متنامية. 

الأشخاص ذوو العقلية النامية يعتقدون بأنه يمكنهم تحسين أدائهم وتغيير ظروفهم من خلال بذل المزيد من الجهد. وهذا ما يجعلهم يتفوقون على من لديهم عقلية ثابتة، حتى عندما يكون معدل الذكاء لديهم أقل؛ وذلك لأنهم يقبلون التحديات، وينظرون لها كفرص لتعلم شيء جديد، واكتساب خبرات جديدة. 

وفقًا لدويك؛ فإن النجاح في الحياة يتعلق بكيفية التعامل مع الفشل. لذا فأن أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع عقلية النمو لتحقيق إنجازات عالية هو أنها تعمل على تغيير الطريقة أو الكيفية التي يُدرك بها الدماغ الفشل.

الأشخاص الذين لديهم عقليات ثابتة هم أكثر عرضة للتأثر بالفشل، فهم يشعرون بالعجز وفقدان الثقة بالنفس، و التقدير المتدني للذات عندما يفشلون.

أما الأشخاص الذين لديهم العقلية المتنامية ينظرون إلى الفشل على أنه رد فعل، وهو شيء يوضح لهم كيفية التكيف واكتساب الخبرة والارتقاء بقدراتهم إلى مستوى أفضل.

2- تأخير عملية الإشباع والحصول على المتعة. 

يُعد اختبار Marshmallow؛ الذي أُجري في جامعة ستانفورد في أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات من قبل عالم السلوك "والتر ميشيل"، دراسة بحثية كلاسيكية.

حيث تم هذا الاختبار من خلال إجراء تجربة قام فيها بإعطاء الأطفال قطعة واحدة من حلوى المارشميلو، وأخبرهم بإمكانية أكله الآن إذا أرادوا ذلك، ولكن إذا كانوا يستطيعون الانتظار لفترة قصيرة، فإن بإمكانهم أن يحصلوا على قطعة أخرى من الحلوى.

عندها وجد بأن العديد من الأطفال قاموا بتناول الحلوى، بينما يقاوم آخرون الإغراء.

وبعد عقود من الزمن قام "ميشيل" بتحليل حياة الأشخاص البالغين الذين شاركوا في التجربة وهم أطفال، حيث وجد بأن أولئك الذين تمكنوا من ضبط النفس والتحكم في رغباتهم يميلون إلى الأداء بشكل أفضل في المدرسة، وفي كسب المزيد من المال لاحقًا، حيث أصبحوا أكثر صحة وسعادة من أولئك الذين لم يقاوموا جاذبية حلوى المارشميلو المنفردة.

أظهرت العديد من الأبحاث أن الرغبة في تأخير الإشباع هي أحد الأصول السلوكية المهمة المرتبطة بالنجاح. أولئك الذين يستسلمون للمتعة القصيرة والإشباع الفوري يمكن أن يخسروا نجاحهم على المدى الطويل لأنهم يختارون ما هو سهل بدلًا من التمسك بأكثر مما هو متاح الآن.

تتطلب معظم الأهداف الجديرة بالاهتمام التضحية والعمل الجاد والصبر. هذا يعني تثبيت عينيك على الهدف وتأخير الرغبة في الاستقرار - وهذا ليس بالأمر الهين للأطفال أو البالغين. ومع ذلك، تظهر الأبحاث أن القدرة على تأخير الإشباع هي سمة مميزة بين الأشخاص الناجحين - وهو شيء يمكن لأي شخص ممارسته وإتقانه.

3- العزيمة والمثابرة على المدى الطويل.

أخيرًا، تشير مجموعة من الدراسات العلمية إلى أن "العزيمة" مرتبطة أيضًا بالنجاح. حيث عرّف الباحثون العزيمة على أنها القدرة على المثابرة في السعي لتحقيق أهداف طويلة المدى، على الرغم من سلسلة من الانتكاسات. تجاوز العقبات بشكل متكرر دون الانحراف عن المسار أو الاستسلام يزيد من احتمالية فوزك في النهاية.

يؤكد بعض الباحثين أن العزيمة هي المحرك الأكبر للنجاح من معدل الذكاء، أو القدرة الطبيعية.

غالبًا ما تتضمن المهام الكبيرة عقبات كبيرة. ولا يكاد يتطلب الأمر عالمًا ليخبرك أن التغلب عليها ليس بالأمر السهل. إذا كان هناك أي شيء، فإن مجموعة الأبحاث المتزايدة تثبت ما فهمه الكثير منا بشكل حدسي لفترة طويلة بأن أولئك الذين يتابعون ما يريدون بلا كلل أو ملل يتمتعون بميزة على الآخرين الذين يستسلمون عندما يصبح النجاح صعبًا.


_____________
- مصدر الترجمة: fastcompany
مشاركة WhatsApp

المنشورات ذات الصلة