الإبداع والابتكار طريقك نحو النجاح

الإبداع طريق النجاح
الإبداع
أهلًا بكم متابعينا الكرام نلتقي بكم مجددًا في مقال جديد عن الإبداع وأهميته في تحقيق النجاح، فما هو الإبداع؟ وماذا يُقصد بالعملية الإبداعية، والتفكير الإبداعي؟

تعددت تعريفات الإبداع بسبب تعدد المجالات التي تطرقت إليها هذه الظاهرة، حيث أصبح موضوع الإبداع، والتفكير الإبداعي مجالًا مهمًّا من مجالات البحث العلمي في العديد من الدول المتقدمة منذ مطلع خمسينات القرن العشرين، فقد نال اهتمام الباحثين في ميدان التربية وعلم النفس، واقترن ذلك بمدى اقتران التفكير الإبداعي بمتطلبات الحياة، حيث أصبح أداة فعالة للتطوير والتحديث والتجديد في مجالات الحياة المختلفة كالصناعة، والتجارة، والطب، والإدارة، والهندسة وغيرها.

مفهوم الإبداع

الإبداع عبارة عن حالة عقلية وطاقة هائلة، ومزيج من الخيال العلمي المرن لتطوير فكرة قديمة، أو إيجاد فكرة جديدة من مجموعة مختلفة من الأفكار، ينتج عنها ابتكار طرق ووسائل، وأفكار مميزة وفريدة من نوعها، بحيث تشكل هذه الأفكار والطرق إضافة واقعية، وفائدة ملموسة على أرض الواقع، تساعد على حل المشكلات البسيطة والمعقدة، وتعمل على تسهيل المهمات وزيادة الإنتاج بأساليب وطرق جديدة ومبتكرة.
وذلك من خلال عملية إبداعية تقوم على إنشاء روابط جديدة بين الأفكار القديمة أو التعرف على العلاقات بين المفاهيم المختلفة وابتكار أشياء جديدة، ولا يقتصر التفكير الإبداعي على توليد شيء جديد من شيء غير موجود مسبقًا، بل على أخذ ما هو موجود بالفعل وجمع تلك الأشياء بطريقة جديدة لم يتم إجراؤها من قبل لينتج عنها ابتكار جديد مميز، وغير مألوف، يمكن تطبيقه واستخدامه في مجالات الحياة المختلفة.

العملية الإبداعية هي إنتاج وابتكار أفكار جديدة خارجة عن المألوف بشرط أن تكون تلك الأفكار مفيدة ومقبولة، كأن يقوم شخص ما في ابتكار طريقة جديدة لتخفيض التكاليف، أو لتعزيز الإنتاج.

من هو المبدع؟

الإبداع والابتكار ليس موهبة فطرية، أو موروثة، وإنما هو سمة يمكن اكتسابها وتعلمها، ومما يسهم في نموها وتطويرها التربية الجيدة، والمحيط الاجتماعي المشجع، والدراسة الحديثة، ومقدار ما يتمتع به الفرد من طموح، وما يمتاز به من سمات ومواهب كالمثابرة، والصبر، والإصرار وحب الاستطلاع، والبحث وإجراء التجارب، والرغبة في اكتساب المعرفة.

المبدع هو الشخص الذي يتمتع بمهارة عقلية عالية في توليد الأفكار من عدة فكر مختلفة والربط بينهما لإنتاج فكرة جديدة وفريدة من نوعها، أو إنتاج شيء جديد من أشياء أخرى، أو ابتكار طريقة عمل جديدة تعمل على تعزيز الإنتاج وتخفيض التكاليف.

صفات المبدعين وسمات العقل المبدع

أكد علماء النفس من خلال النتائج التي توصلوا إليها بعد دراسة السير الذاتية للمبدعين، والعظماء عبر التاريخ إلى حقيقة وجود مجموعة من السمات، والخصائص التي يتمتع بها الشخص المبدع، وتميزه عن بقية الأشخاص العاديين من حوله، ومن هذه السمات ما يلي:
  • لديهم خيال واسع وقدرة كبيرة على معالجة الأحداث، وتمثيلها بصورة خيالية ومجردة.
  • يبحثون دائمًا عن الطرق والحلول البديلة، وعن كيفية تطويرها، ولا يكتفون بحل واحد أو طريقة واحدة.
  • لديهم عزيمة وإرادة قوية جدًا، الأشخاص المبدعون يتمتعون بقدرة فائقة على الصبر وتحمل المشقات والصعاب وحل المشكلات، وادراك الأمور الغامضة؛ من أجل الوصول إلى حلول جديدة.
  • لديهم أهداف واضحة يريدون الوصول إليها وتحقيقها.
  • يتجاهلون تعليقات الآخرين السلبية ولا يعيرون لكلام الناس أي اهتمام، وهذه صفة مهمة جدًا، فالشخص المبدع له مسار خاص به وفلسفة هو مؤمن بها.
  • مستقلون ولديهم ثقة عالية بأنفسهم، المبدعون لا يخشون الفشل أبدًا، وإن حدث وصادفهم الفشل فإنهم يبدأون من جديد وبطرق جديدة.
  • لا يحبون الروتين والأعمال المتكررة يوميًا.
  • يبادرون في العمل ومساعدة الناس دائمًا.
  • إيجابيون ومتفائلون.
  • لديهم قدرة فائقة على التكيف مع الأوضاع المستجدة وغير المألوفة.

معوقات الإبداع

معوقات الإبداع كثيرة جدًا منها ما يكون من الإنسان نفسه، ومنها ما يكون من قبل الآخرين، لذا عليك أن تعي هذه المعوقات وتتجنبها قدر الإمكان؛ لأنها تقتل الإبداع وتفتك به ومن تلك المعوقات:
  • النظرة السلبية، والتفكير السلبي، والتشكيك في القدرات والمهارات.
  • غياب الثقة بالنفس وانخفاض تقدير الذات.
  • عدم الاستمرار ومواصلة البحث والتعلم من أجل اكتساب الثقافة والمعرفة.
  • الخوف من كلام الناس وتعليقاتهم السلبية.
  • الخوف على الرزق، والانسجام مع الروتين اليومي.
  • الخوف والخجل والعزلة عن المجتمع.
  • الخوف من الفشل.
  • الرضى والاستسلام للواقع.
  • الخوف من التغيير والجمود على الخطط، والقوانين، والإجراءات.
  • التشاؤم.
  • الاعتماد على الآخرين والتبعية لهم.

طرق وأساليب تحفيز الإبداع لتصبح أكثر إبداعًا

  • مارس الخيال والتصور وتخيل أهدافك وأحلامك وكأنها قد تحققت.
  • ناقش شخصًا آخر حول فكرة نالت أعجابك قبل أن تجربها.
  • استخدم الرسومات والأشكال للتوضيح بدل الكتابة عند عرض المعلومات.
  • قبل أن تقرر أي شيء، قم بإعداد الخيارات المتاحة.
  • جرب واختبر الأشياء وشجع على التجربة.
  • ارسم صورًا وأشكالًا مختلفة في أثناء التفكير.
  • فكر بعدة حلول لمشكلة ما، ثم حاول تحديد إيجابيات كل حل.
  • قدم أفكارًا واطراح حلولًا بعيدة المنال.
  • غير من ترتيب الأثاث في مكتبك أو غرفتك.
  • تخيل بأنك حققت أهدافك واحلم بالنجاح دائمًا.
  • قم بخطوات صغيرة في كل عمل، ولا تكتفي بالكلام والأماني.
  • أكثر من السؤال والاستفسار عن أشياء تشد انتباهك وتأسر تفكيرك.
  • انتبه لأفكارك الصغيرة، وللطريقة التي تفكر فيها. 
  • مارس العصف الذهني يعتبر العصف الذهني أحد الوسائل التعليمية الأكثر شهرة، والتّي تعمل على تحفيز وتطوير العملية الإبداعية لدى الشخص. 
  • احرص أن يكون في أي عمل تقوم به شيء من الإبداع والتطوير.
  • اقرأ السير الذاتية للناجحين، والقصص والمواضيع التي تتحدث عن الإبداع والمبدعين.
  • لا تضع حدود لأفكارك بسبب معتقداتك وقناعاتك افترض أن كل شيء ممكن أن يحدث وفي أي وقت.

طرق التطبيق العملي للإبداع وتوليد الأفكار

التفكير الإبداعي وابتكار الأفكار والحلول الجديدة من شأنها أن تساعدك في اكتشاف مواهبك، وتزيد من فرص نجاحك في الحياة. إليك مجموعة من هذه الطرق وهي:
  • حدد هدفًا واضحًا لإبداعك وتفكيرك بحيث يتناسب مع مواهبك ومهاراتك.
  • مارس التفكير العكسي، (التفكير بالمقلوب) أي اعكس ما تراه أو في حياتك حتى تأتي بفكرة جديدة.
  • الحذف، احذف جزء أو خطوة واحدة من جهاز أو نظام إداري، فقد يكون هذا الجزء لا فائدة منه.
  • الإبداع بالخيال والتصور، تخيل بأن أهدافك وطموحاتك قد تحققت؛ من أجل إقناع عقلك الباطن وبرمجته بالطريقة التي تريدها؛ وذلك لأن العقل الباطن لا يفرق بين ما هو صحيح أو خاطئ؛ حيث يقوم بتوجيه سلوكيات الفرد والتحكم في ردود أفعاله وتصرفاته حسب المعتقدات، والقناعات الذهنية، والمخاوف التي تم تخزينها واكتسابها في الماضي.
  • النظر من زاوية أخرى، انظر إلى المشكلة، أو المسألة من طرف ثاني أو ثالث، ولا تحصر رؤيتك بمجال نظرك فقط.
  • ماذا لو؟ قل لنفسك: ماذا لو حدث كذا وكذا، وفكر في النتيجة.
  • كيف يمكن؟ استخدم هذا السؤال لإيجاد العديد من البدائل والإجابات.
  • طور مهاراتك ومواهبك باستمرار، ولا تتوقف عن التطوير والتعديل في أي شيء.

أمثلة وتطبيقات الإبداع

كان أحد رجال الأعمال يقف في طابور طويل في إحدى المطارات، لاحظ الرجل أن أغلفة تذاكر السفر بيضاء خالية، ففكر في طباعة إعلانات شركاته وأعماله على تلك الغلافات وتوزيعها مجانًا على شركات الطيران، وافقت شركات الطيران على هذا العرض، وتعاون رجل الأعمال مع مدير إحدى المطابع وتم هذا المشروع بنجاح، النتيجة كانت تحقيق الشهرة وجلب المزيد من الزبائن والعملاء، والحصول على أرباح بملايين الدولارات!
قد تبدوا الفكرة إبداعية وبسيطة، لكنها جديدة وحققت نتائج رائعة وارباح هائلة.

التفكير الإبداعي مهارة تستطيع أن تكتسبها بمرور الوقت من خلال البحث والمطالعة، واكتشاف المواهب واستغلال الإمكانيات، الإبداع طريقك نحو النجاح فهو مهم جدًا حيث يساعد علي زيادة الثقة بالنفس لديك، وكسر الروتين، والتخلص من الملل، ويمكنك أيضًا من تطوير مهاراتك، وإثراء حياتك بالتجارب التي تزيد من فرص نجاحك وتحقيق أهدافك في الحياة.

مشاركة WhatsApp

المنشورات ذات الصلة