حب الذات في علم النفس

مفهوم حب الذات

حب الذات
حب الذات في علم النفس

تكمن أهمية حب الذات في أنه يتيح لك تحقيق مستوى عالي من الشعور بالرضا والأمان والسعادة.

نحن نبحث عن الحب خارج أنفسنا لأن هذه هي الطريقة التي وجدنا بها الاستقرار والحب عندما كنا أطفالًا، ولكن الحقيقة التي يجب أن ندركها هي أن الحب الذي نبحث عنه لا يمكن أن يأتي إلا من الداخل.

لن تجعلك عاطفة أي شخص آخر راضيًا تمامًا عن نفسك، ولا يمكنك أبدًا الشعور بالأمان إلا إذا كنت واثقًا من نفسك ولديك تقبل كامل لذاتك. 

في هذا المقال، سنتحدث عن حب الذات في علم النفس، وعن أهم أساسياته، وكيفية ممارسته.

ما معنى حب الذات

حب الذات هو مصطلح شامل لأفعال الحب المختلفة التي نؤديها تجاه أنفسنا جسديًا ونفسيًا وروحيًا.

بعبارة أخرى، فإن حب الذات هو حالة تقدير للذات تنمو من خلال الأفعال التي تدعم نمو الشخص الجسدي والنفسي والروحي. حيث يشمل حب الذات إيلاء الاهتمام الكافي لسعادة المرء ورفاهيته. 

يتألف حب الذات من أربعة جوانب إذا كان أحدهم مفقودًا، فلن يكون لديك حب كامل لذاتك وهذه الجوانب هي:

  • الوعي الذاتي وهو إدراك عمليات تفكيرك، ومعرفة الكيفية التي تؤثر بها على عواطفك، وكيف تؤثر تلك العواطف على سلوكياتك وتصرفاتك. الوعي الذاتي هو مفتاح الذكاء العاطفي الذي يساعدك على إدارة عواطفك بشكل فعال. 
  • تقدير الذات. بسبب البرمجة السلبية المستمرة التي نواجهها في المجتمع، فإننا نركز على الأشياء السيئة ونحكم على أنفسنا من خلالها دون أن ندرك ذلك. تقدير الذات هو المعتقدات التي لديك عن نفسك. تكمن قيمة الذات في كل الأشياء الجيدة عنك، إذا كنت تكافح لتجد قيمتك الذاتية فأبحث عنها من خلال معرفة الإمكانات والقدرات والمواهب التي لديك. لا يتحدد تقدير الذات بأي شيء؛ ليس عليك أن تفعل أي شيء لتكون جديرًا به. تَعرف فقط على ما لديك من إمكانات وافهمها. إن نقاط قوتك ومواهبك وأعمالك اللطيفة تجاه الآخرين هي مجرد تعبير عن قيمتك الذاتية.
  • احترام الذات. ينتج احترام الذات من تقدير الذات. يؤدي الشعور العالي بتقدير الذات إلى ارتفاع احترام الذات. تقدير الذات هو إدراك أن لنا قيمة بغض النظر عما حققناه أو الصفات التي قد نمتلكها؛ أما احترام الذات فهو مرتبط أكثر بصفاتنا وإنجازاتنا. يرتبط تقدير الذات بكل ما يتعلق بالرضا والراحة مع من أنت وأين أنت وما لديك. إذا كنت تريد أن تنمي احترام الذات لديك، فاعمل على تحسين قيمتك الذاتية. عندما تنمي إحساسًا بتقدير الذات، فإن احترام الذات سيأتي بشكل طبيعي.
  • الرعاية الذاتية. هذا الجانب له علاقة بالجسم أكثر ولكنه ليس ماديًا بالكامل. الرعاية الذاتية هي كل الأعمال التي تقوم بها للحفاظ على صحتك، مثل الاستحمام، وتناول نظام غذائي متوازن، والقيام بالأشياء التي تحبها. يمكن أن تأخذ الرعاية الذاتية أيضًا أشكال مختلفة تتعلق بما تستهلكه، مثل الموسيقى التي تستمع إليها والأشياء التي تشاهدها والأشخاص الذين تقضي وقتك معهم.

أساسيات حب الذات

أن تحب نفسك ليس فعلًا أنانيًا، بل هو اعتراف بقيمتك الأساسية ولكنه يتطلب أيضًا الاهتمام بهذه القيمة من خلال رعاية نفسك والآخرين بنشاط من خلال السلوك المحب. حب الذات هو الأساس لكونك محبًا وجاذبًا للحب. فيما يلي مجموعة من الأساسيات والنصائح لحب الذات وهي:

  • توقف عن السعي نحو تحقيق الكمال والمثالية. ليس عليك أن تكون مثاليًا لتكون محبوبًا. في الواقع، الأشخاص الذين يعتقدون أنهم "مثاليون" غالبًا ما يكونون نرجسيين لا يطاقون. لكي تكون جذابًا ومحبوبًا، عليك أن تقبل نفسك على أنك غير كامل. يكفي أن تفعل كل شيء على أفضل وجه ممكن.
  • آمن بقيمتك الأساسية. افهم أن التوقعات المجتمعية تقدم أحيانًا معايير غير واقعية. أنت فريد على هذه الأرض ولا يمكن مقارنة نفسك بأي شخص آخر. أنت الوحيد الذي يجب أن تقارن نفسك به. لا أحد يولد في هذه الحياة بدون قيمة أو غير محبوب. كل ما حدث لمحبتك وتقديرك لذاتك منذ ذلك الحين هو نتيجة مجموع تجاربك - الإيجابية والسلبية - والاستنتاجات التي توصلت إليها عن نفسك أثناء نموك. الخبر السار هو أن نفسك الداخلية تستحق أن تُحب. لذا فإن التقبل العميق لنفسك هو أساس حب الذات.
  • مارس الامتنان. يُعد التعرف على كيف يجعل الآخرون حياتك جميلة وممتعة، طريقة فعالة لخلق وإظهار محبتك. عبر عن امتنانك لكل لطف يوجه إليك أثناء تعاملك مع من حولك. كذلك فإن الرعاية الذاتية والتغذية السليمة والتمارين الرياضية والنوم الجيد كلها من مظاهر حب الذات. أظهرت الأبحاث أن التصرف بناءً على امتنانك سيجعلك أكثر لطفًا مع الآخرين ومحبوبًا لديهم.
  • كن محبًا للآخرين. أظهر الباحثون مرارًا وتكرارًا أنه للحفاظ على الصورة الذاتية الإيجابية التي ولدت بها، يجب عليك القيام بأشياء إيجابية. ابذل قصارى جهدك لتكون مشاركًا لطيفًا وعادلًا وإيجابيًا في هذا العالم. فقط اجعلها عادة أن تفعل شيئًا لشخص ما كل يوم. تدرب على القيام بأعمال لطيفة عشوائية، تطوع وابدأ في فعل الخير. سوف ينمو إيمانك بقيمتك الذاتية ومحبتك لنفسك، سيكون لديك المزيد من القوة للتعامل مع أي صفة من صفاتك الغير محبوبة.
  • تحمل المسؤولية عن كل ما لا تحبه في نفسك. نعم، جوهرك محبوب. ما تفعله بالطبقات السيئة التي قد تغطي على هذا الجوهر يعود إليك. حدد هذه الطبقات واعمل عليها. اعتذر لكل شخص أسأت إليه أو ظلمته، وابذل قصارى جهدك لإصلاح علاقاتك. تقبل حقيقة أنك لا تستطيع التحكم في كل شيء. الأشياء الوحيدة التي يمكنك التحكم فيها هي تلك التي يمكنك تغييرها، بما في ذلك ردود أفعالك. بدلًا من محاولة التحكم في كل الأمور التي تحدث لك، ركز على كيفية استجابتك لها.

كيفية ممارسة حب الذات

علمنا المجتمع أن الاعتناء بأنفسنا أمر أناني، فأصبح هذا أكثر ما نخشاه. استجابة لذلك، فإننا نبذل جهدًا هائلًا حتى يعرف الجميع صلاحنا.

ومع ذلك، فإن ثمن أن تكون "صالحًا" في نظر المجتمع هو سعادتك. توقف عن محاولة أن تكون "جيدًا" وتبذل جهدًا كبيرًا فوق طاقتك وابدأ في الاعتناء بنفسك. فيما يلي مجموعة من الإرشادات التي ستمكنك من ممارسة حب الذات. 

1. كن عطوفًا على ذاتك

توقف عن أن تكون قاسيًا جدًا على نفسك، ليس كل ما تعتقده صحيحا. لدينا جميعًا ناقد داخلي يريدنا أن نكون صغارًا وآمنين. العيب هو أنه يمنعنا من أن نعيش حياة مُرضية. من أكبر الأشياء التي يمكن أن تمنع شخصًا ما من حب نفسه هو أن يكون قاسيًا عليها.

بدلًا من الحكم على أنفسنا وانتقادها، يجب أن نظهر لأنفسنا التعاطف الذي قد نظهره لشخص آخر. ممارسة التعاطف مع الذات هي طريقة رائعة لتنمية حب الذات.

2. اخرج من منطقة الراحة الخاصة بك

المخاطرة هي واحدة من أفضل الطرق لإظهار الحب لنفسك. الفرحة التي نشعر بها عندما نُدرك أننا أنجزنا شيئًا ما لم نكن نعرف أنه يمكننا القيام به رائعة جدًا.

3. كن فريدًا

افتخر باختلافاتك، ركز على ما يُميزك. إذا كنت تفكر في كيفية حب نفسك بشكل أفضل، فحاول أن تكون فريدًا.

4. تخلص من العلاقات السامة

إنهي كل العلاقات السامة بشكل جاد. لا ينبغي لأحد أن يكون جزءًا من حياتك إذا جعلك تشعر بالسوء تجاه نفسك. قد يستغرق الأمر بعض الوقت لمعرفة العلاقات السامة في حياتك.

من المهم جدًا التركيز على العلاقات التي تجعلك تشعر بالرضا والتعرف على تلك التي تؤثر سلبًا على حياتك. الأشخاص الذين لا يدعمونك لا يجب أن يكونوا في حياتك.

5. سامح نفسك

قد يكون لديك بعض المواقف التي فعلت فيها شيئًا جعلك تشعر بالأسف أو الإهانة أو الخجل. حان الوقت للتخلي عن ذلك لأنه يؤثر عليك بشكل سلبي. على الرغم من أنه لا يمكنك تغيير ما فعلته في الماضي، إلا أنه لا يزال بإمكانك التأثير على ما سيحدث في المستقبل.

اعتبرها لحظة تعليمية، وآمن بقدرتك على التغيير. امنح نفسك نفس الفرصة التي تمنحها لشخص آخر إذا كان غير كامل.

6. قم بممارسة التأمل

خذ وقتًا طويلًا لتهدئة عقلك، امسح من رأسك كل الأفكار السلبية. التأمل هو وسيلة لتصبح أكثر تعمدًا.

كن على دراية بأفكارك ومشاعرك ورغباتك. عش حياة تعكس هذا بدقة. يمكنك دمج التفكير الذاتي في روتينك عن طريق ممارسة تمارين اليقظة الذهنية.

7. كن واقعيًا

لا أحد على هذا الكوكب يشعر بالسعادة بشكل دائم. السبب في ذلك هو أننا بشر، كلنا نرتكب أخطاء ونواجه صعوبات ومواقف مؤلمة ولدينا مشاعر مختلطة. لذا تقبل إنسانيتك.

يمكنك تطوير التفكير الواقعي من خلال التدرب عليه. كونك واقعيًا سوف يساعدك في البحث أكثر عن حب الذات.

8. تذكر من أنت

لقد مررت بالكثير من المواقف الصعبة، لكنك تغلبت عليها، وأصبحت أقوى مع كل تجربة. لذا من المهم جدًا أن تضع في اعتبارك من أنت.

يجب أن تُرحب بالشدائد لأنها ستجعل الحياة أكثر إثارة وتساعدك على الذهاب إلى حيث تريد. الشعور بمشاعر مثل الشك الذاتي أمر طبيعي، لكن لا تدع ذلك يستهلك أفكارك بشكل مفرط.


___________
المصادر والمراجع/
مشاركة WhatsApp

المنشورات ذات الصلة