كيف تكون متميز عن الآخرين

التميز
النجاح والتميُز

ربما تكون قد سمعت بمصطلح العظمة وتبادر إلى ذهنك أن العظمة تعنى القوة والسيطرة، أو العبقرية وقوة الذكاء، ولكي تكون عظيمًا يجب أن تكون شخصًا قويًا وناجحًا ولديك حياة حافلة بالنجاحات والإنجازات مثل نابليون بونابرت، أو ألكسندر العظيم، أو ألبرت أينشتاين.

إذا كانت هذه فكرتك عن العظمة فاسمح لي بأن أقول لك بأن لديك فكرة محدودة عن العظمة ؛ لأن العظمة شيء يمكن لأي شخص تحقيقه.

السعي وراء العظمة

يمكن تعريف السعي وراء العظمة بأنها قدرة الشخص على تحقيق أهدافه وعيش الحياة بالطريقة التي يختارها، والتمتع بحرية اختيار الأشياء التي تهمه شخصيًا.

العظمة: هي حالة التفوق التي تؤثر على الشخص وتميزه عن غيره؛ لما لديه من قدرات ومواهب طبيعية تمكنه بأن يكون أفضل من الآخرين.

مفهوم العظمة الذي يشير إلى ما لدينا من قدرات ومواهب وإمكانيات فردية هو أكثر شمولًا بكثير من المفهوم الذي يشير إلى الإنجازات فقط، لأنه يخلق نقطة شخصية ومرجعية دائمة التوسع. نقطة فريدة ومحدودة بخيال وطموح الشخص الذي يفكر فيها.

إنها حالة ذهنية إيجابية، ودافع نفسي قوي يحفزك على النظر إلى ما هو أبعد من المعتاد. 

طموح الشخص وأحلامه أكبر مؤشر على عظمته وعلو همته. أولئك الذين يسعون وراء العظمة يجدون معنى حياتهم في الأفعال التي يقومون بها، حتى الأفعال الصغيرة منها. 

كيف تبدأ رحلتك في السعي وراء العظمة والتميز؟ 

تبدأ رحلة السعي وراء العظمة أو التميُز في التحرر من كل القيود التي تمنعك من الوصول إلى أفضل ما لديك من مهارات وقدرات ومواهب واستغلالها، وذلك من خلال اكتشاف ذاتك وتنمية الوعي الذاتي لديك، والتخلص من مخاوفك، والتأكد من صحة معتقداتك وقناعاتك الذهنية الموجودة في عقلك الباطن.

يمكن أن يكون إطلاق العنان لعظمتنا عملية بسيطة، ولكنها بسيطة من الناحية النظرية فقط، أما من الناحية التطبيقية فإنها تمثل تحديًا كبيرًا وتحتاج إلى التحلي بالصبر والمثابرة.

إن السعي الحثيث لإيقاظ بذور العظمة وتحقيق التميُز الروحي أو الجسدي أو العقلي يحتاج إلى وقت ومثابرة وبذل المزيد من الجهد ويحتاج أيضًا إلى إدارة الذات والقدرة على التحكم في رغباتها؛ لذا لكي تكون متميز عن الآخرين يجب عليك أن تضع هذه الأشياء في الحسبان؛ لأن الإنجازات العظيمة تتطلب دائمًا الانضباط والتحلي بالصبر والتركيز على ما تريد تحقيقه.

طريق العظمة صعب وقد تشعر بالوحدة والإحباط من وقت لآخر، ولكن النجاح الذي ستجنيه في نهاية الطريق يستحق تحمل كل هذا العناء. 

سوف تواجه تحديًا مستمرًا في هذه الرحلة، وقد تشعر باليأس، والتعب، ونفاد الصبر، ولكن الشيء المهم في سعيك نحو التميُز هو الاستمرارية وعدم التوقف مهما كانت التحديات. 

طُرق وقواعد السعي وراء العظمة والتميُز

نحن جميعًا نرغب في التميُز وتحقيق المزيد من النجاحات، ولكننا لن نحقق شيئًا مالم نحول هذه الرغبة العارمة ونترجمها إلى أفعال على أرض الواقع.

مالم تأخذ خطوة إلى الأمام؛ لن تتقدم أبداً، مالم تفكر بطريقة مختلفة لن يتغير وعيك، مالم تشعر بمشاعر عالية لن يتغير واقعك.

فيما يلي بعض الطرق والقواعد التي ستمكنك من التميز، وتحقيق النجاح والعظمة من خلال الاستغلال الأمثل لـ قدراتك وإمكانياتك والوصول إلى قمة عطائك، وتحقيق أفضل نسخة من نفسك:

1- حدد أهدافك وكون رؤية واضحة لحياتك

قبل أن تبدأ في تحديد أهدافك أنت بحاجة إلى اكتشاف ذاتك ومعرفة مواهبك ومهاراتك والامكانيات المتاحة لديك؛ لكي تتمكن من تحديد أهداف معقولة تتناسب مع قدراتك ويمكنك تحقيقها.

كما يجب عليك تكوين رؤية لـ حياتك؛ وذلك من خلال النظر إلى الصورة الأكبر، بمعنى أن تنشئ فكرة عن الحياة التي تريد أن تكون عليها في المستقبل. 

رؤيتك الحياتية تُحدد الشخصية التي ترغب أن تكون عليها، والتجارب والإنجازات التي تهدف إليها. 

ولكي تتمكن من وضع رؤية لحياتك أنت بحاجة إلى التعمُّق أكثر والخوض في المسائل الوجودية، ومعرفة المعنى الحقيقي لحياتك، وماهي رسالتك في الحياة؟ وكيف ينبغي عليك أن تعيش حياتك؟ 

2- آمن بنفسك وبقدراتك

يقول توماس أديسون (أول سر من أسرار النجاح، أن تؤمن بنفسك).

تحقيق النجاح يعتمد بشكل أساسي على الثقة بالنفس، وذلك من خلال إدراك قُدراتها وإمكاناتها الحقيقية.

يجب عليك أن تؤمن بنفسك وبقدرتك على مواجهة كل العقبات التي تعترض طريقك، وذلك من خلال تطوير العقلية الصحيحة، وفهم نفسك، واكتشاف مواهبك ونقاط القوة لديك. يجب عليك أن تكون على يقين تام وقناعة تامة بنجاحك قبل أن تحققه.

يجب أن تؤمن بنفسك وبقدرتك على تحقيق ما تريد من أهداف، وإياك أن تبدأ التنفيذ من باب التجربة، يجب عليك أن تؤمن بأنك أهلاً للنجاح. وعندما تصبح مقتنعًا بنجاحك سوف تتخذ الإجراءات التي تضمن لك تحقيق ذلك النجاح.

3- غير طريقة تفكيرك

أفكارك هي من تشكل حياتك ومستقبلك فكل كلمة تقولها لنفسك هي بمثابة برمجة لعقلك الباطن، لذا فأنت تصبح كما تفكر سواءً أردت ذلك أم لا.

الأفكار التي تدور في ذهنك حول تجارب الماضي لها دور كبير في برمجة عقلك الباطن؛ لذا فإن الأفكار هي المفتاح الرئيسي لإطلاق العنان لقدراتك الحقيقية.

طريقة تفكيرك وتفسيرك للظروف والواقع المحيط بك تؤثر بشكل مباشر على معتقداتك وقناعاتك الذهنية الموجودة في عقلك الباطن الذي يتحكم في سلوكياتك وردود أفعالك تجاه ما يحدث لك؛ بالتالي تتشكل عاداتك وتصرفاتك اليومية التي تشكل في النهاية الحياة التي تعيشها. حياتنا عبارة عن خلاصة للأفكار التي تدور في أذهاننا والسلوكيات التي نقوم بها بشكل متكرر. 

4- كن واعيًا عند اتخاذ قراراتك المصيرية

كل قرار تتخذه اليوم سيكون له تداعيات مباشرة على الكيفية التي ستعيش حياتك بها مستقبلًا.

أنت تتحكم مباشرة في مصيرك من خلال اتخاذك لتلك القرارات اليومية الصغيرة، لذا يجب عليك عند اتخاذ قراراتك المصيرية أن تكون واعيًا بالمخاوف والمعتقدات الموجودة في عقلك الباطن. 

ليس هناك شيء أكثر أهمية لنجاحك من قراراتك المصيرية، لذا يجب أن تكون القرارات التي تتخذها قرارات مبنية على أساس صحيح وتفكير عميق جدًا. 

5- ركز على المكاسب الصغيرة وابذل المزيد من الجهد

النجاح عبارة عن مجموعة من المكاسب والمهام والأعمال اليومية الصغيرة التي تُشكل في النهاية نجاحك. النجاح عبارة عن محصلة لإجتهادات صغيرة تتراكم يومًا بعد يوم، لذا فإن التركيز على نتائج هذه الإجتهادات مهما كانت صغيرة يساعدك على الاستمرار وبذل المزيد من الجهد. 

تجاهل المكاسب الصغيرة وعدم التحلي بالصبر سوف يدفعك نحو الشعور بالمزيد من المشاعر السلبية.

6- حافظ على الاستمرارية في العمل والإنجاز

تحقيق النجاح يتطلب جهدًا ثابتًا في السعي وراء العظمة، لذا لا تتوقف أبدًا مهما كانت المعوقات، حاول أن توجد حلول سريعة، وطرق بديلة لمواجهة كل ما يمنعك من مواصلة مشوار نجاحك. استمر في العمل بجهد وستحصد ثمار نجاحك بدون شك.

اجعل من عملك عادة يومية تمارسها باستمرار، إذا تمكنت من مواصلة هذا الروتين بشكل يومي، فإن عقلك الباطن سوف يعمل بقوة وبكفاءة كبيرة جدًا، وذلك من خلال إيجاد الدافع النفسي وخلق الشغف لديك وتحفيزك لبذل جهد أكبر في سبيل تحقيق أهدافك. 

7 - كون صورة ذهنية عن الشخصية التي تريد أن تكون عليها في المستقبل

قدرتك على التطلع إلى المستقبل باستخدام خيالك يولد لديك حافز نفسي قوي يدفعك نحو بذل المزيد من الجهد والمثابرة. 

عندما تقوم بإنشاء صورة ذهنية للحياة أو الشخصية التي تريد أن تكون عليها في المستقبل يساعدك ذلك في التركيز على أي جانب من جوانب الحياة الذي يجب عليك تطويره. 

عندما تمارس التصور الإبداعي والتخيل لأهدافك بشكل يومي فإن ذلك التصور يعمل على برمجة عقلك الباطن على الاعتقاد والإيمان بما تتصوره، بحيث يربط بين عقلك وهدفك وسلوكياتك مما يساعدك على متابعة التغييرات التي يجب عليك إجراؤها في حياتك.

مشاركة WhatsApp

المنشورات ذات الصلة